تظل حالة حزب الأمة القومي منذ انشقاقات بعض قياداته عنه وتكوينها لأحزاب موازية له بأسماء مختلفة.. دليلاً على الصراعات الحزبية التي تنشأ بسبب المناصب والتغير فيها.. وعملية الإحلال والإبدال وفقاً للوائح والنظم الداخلية التي تنتظم عملها ولكن الشاهد أن بعض الأحزاب السودانية خاصة حزب الأمة والاتحادي الأصل.. شهدا حالات انسلاخات عديدة من القيادات السياسية بسبب عدم تطبيق اللوائح والضوابط الحزبية التي تعتبر أس العمل الحزبي والمؤسسي الذي يمكن أن ينساب الأداء الحزبي ويتطور فوق منظومته الفكرية. حزب الأمة القومي مثال صارخ لعدم تطبيق المؤسسية وفقاً لمآلات الأحداث المتوالية على اعتراضات بعض قياداته والتي وصفت في كثير من تصريحاتها قبضة آل المهدي على مفاصل الحزب وسيطرتها على القرار.. بل انفرادها بذلك.. وذاكرة التاريخ السياسي تعيدنا لمواقف الدكتور آدم موسى مادبو القيادي بالتيار العام بحزب الأمة ونقده المستمر للسياسة التنظيمية للحزب.. كذلك مواقف مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة-التجديد والإصلاح- وبابكر نهار حزب الأمة الفيدرالي. يرى بعض المراقبين السياسيين أن انعقاد الهيئة المركزية الأخير كان خطوة أولى في تصحيح أوضاع الحزب والترتيب للبيت من الداخل بعد أن سحبت الثقة بالإجماع وبالطريقة الديمقراطية من الفريق صديق محمد إسماعيل.. ورشحت الدكتور إبراهيم الأمين في توافق تام من كل الأعضاء لبداية جديدة ولكن قرار السيد الصادق المهدي الأخير بتعيين الفريق صديق نائباً لرئيس الحزب.. أثار موجة من الانتقادات داخل القيادات والأعضاء مرة أخرى.. ليعيد عضوية الحزب إلى مربع الاختلاف وخلق أزمة داخل كيانات الحزب بحسب تصريحات الدكتور آدم موسى مادبو القيادي بالتيار العام.. والذي وصف القرار «بأنه خطوة تمت على حسب مزاج المهدي الشخصي».. خاصة أن المؤسسات في انتظار هيكلة المكتب السياسي وتعيين الأعضاء في الأمانة العامة. الأستاذ أحمد البدوي المحلل السياسي يرى أن قرارات الصادق المهدي دون الانتظار لقيام المؤتمر العام لحزب الأمة تنسف كل الخطوات السابقة التي قامت بها الهيئة المركزية للإعداد لهذا المؤتمر الذي ينتظره الجميع لممارسة المؤسسية الحزبية وتفادي الكثير من المشاكل التي ما فتئت تعيق أداء الحزب ولا تتيح للآخرين ممارسة العمل إلا عبر بوابة المهدي المسيطر على مخرجات الحزب السياسية.. فهل تمر الأزمة بعدم قبول الفريق صديق محمد إسماعيل للمنصب الجديد.. أم تهب العاصفة داخل حزب الأمة؟!