طه حسين ..! بعث أحد الطلاب برسالة للدكتور «طه حسين» يسأله عن طريقة مثلى يملأ بها فراغه.. فرد عليه بالخطاب الآتي: «أما بعد فقد تلقيت كتابك وأنا أنعم بحياة راضية لا لغو فيها ولا تأثيم، قوامها القراءة ومعاشرة هؤلاء الأصدقاء، الذين لا يملون ولا يثيرون في أنفسنا الملل.. الذين يستجيبون لنا إذا دعوناهم، ويمنحوننا الروح اذا استرحنا لهم، لا يمنون ولا يتكلفون المعاذير، ولا يلتمسون العلل.. إنما يستجيبون لنا هوناً حين ندعوهم، وينأون عنا هوناً حين ننصرف عنهم، لا يتملقون ولا يتعتبون ولا يفسدون علينا الحياة بالمكر والكيد والنفاق والرياء.. إنهم أخوان الصفا حقاً.. جديرون بأن نمنحهم ودنا من غير تحفظ، فلن نجني من ذلك إلا خيراً.. إنهم الكتب يا سيدي.. الكتب التي يكتبها الناس على اختلاف طبائعهم وتفاوت حظوظهم، من نقاء وصفاء الطباع، واعتدال الأمزجة، وطهارة الضمائر.. أليس عجيباً أنك تقرأ الكتاب فتجد فيه غذاء قلبك وعقلك وذوقك.. فتجد هذا كله صفواً لا يكدره مكدور، ولا يشوبه شائب.. فإذا بحثت عن كاتبه تجده أنكد الناس حياة.. وأكدرهم طبعاً وأسوأهم مزاجاً.. فأعجب للخير المخفي يستخلص من الشر المخفي، والنقاء النقي يستخلص من الدنس، صدقني إذا ضقت بالناس ففر عنهم الى ما يكتب الناس..» المأمون: يحكى أن رجلاً دخل على المأمون فأمره بمعروف ونهاه عن منكر، وأغلظ له القول فقال له المأمون :«إن الله تعالى أمر من هو خير منك أن يلين القول لمن هو شر مني.. لقد قال لموسى وهارون إذهبا الى فرعون أنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى» ..! ابو ذر الغفاري: مر أبو ذر الغفاري على النبي «صلى الله عليه وسلم» ومعه جبريل «عليه السلام» في صورة دحية الكلبي، فلم يسلم أبو ذر عليهما فقال جبريل: هذا أبو ذر لو سلم علينا لرددنا السلام.. فقال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: أتعرفه يا جبريل؟ قال: والذي بعثك بالحق نبياً لهو في ملكوت السموات السبع، أشهر منه في الأرض ..! قال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: بم نال هذه المنزلة؟ قال جبريل: بزهده في حطام هذه الفانية.. فقال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: يمجدالزاهدين والبسطاء «خيركم الأتقياء الأصفياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ..! زاوية أخيرة: قال إعرابي وهو متعلق بأستار الكعبة اللهم إن «استغفاري مع اصراري على ذنوبي لؤم.. وإن تركي لاستغفارك مع علمي بسعة عفوك عجز».. اللهم أدخل عظيم ذنبي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين»..