هناك سؤال يثور في أدمغة الناس عن ماهية السعادة ، كل إنسان في الدنيا يراها بالمنظار الذي يروقه ، بعضهم يراها في المال وآخرون في الحياة الزوجية المستقرة ، وفئة أخرى ترى السعادة في الوظيفة والمركز المرموق ، أما لصوص المجد والأضواء فيرون السعادة في الشهرة والبريق الذي يسيل له اللعاب ، لكن صدقوني كل هذه المنظومة لا تعتبر معيارا للسعادة ، السعادة من وجهة نظري الضبابية تكمن في الصحة ، نعم في الصحة ، الإنسان يمكن أن يكون سعيدا وهو يتمتع بالصحة، وأتصور أن الزول السوي عليه أن يحمد الله مع كل طلعة نفس على ما أنعم الله عليه من صحة ، فالمال والوظيفة الضخمة والمركز المرموق تصبح في خبر كان وإخواتها حينما يفقد الإنسان الصحة . علي فكرة هناك الكثير من الإدعاءات التي يطلقها خبراء التغذية عن أطعمة تساهم في إطلاق هرمون السعادة في جسم الإنسان ومن هذه الأطعمة الأسماك ، والبصل ، نعم البصل لا تبحلقوا هكذا في السطور ، مسألة السعادة بالسمك تؤكدها الكثير من الدراسات ومنها أن شعوب الفلبين وتايلند واليابان تعد من أكثر الناس سعادة لانها تعتمد على الأسماك في غذائها ، عموما إذ كانت الأسماك تجلب السعادة ف( واطتنا أصبحت ) لإننا في السودان سنكون أكثر شعوب الأرض تعاسة لأننا نموت في اللحوم الحمراء والذي منه ، أما بالنسبة للبصل فقد أشارت دراسات إلى أنه يجلب السعادة ولا أعرف حتى الآن ما علاقة صاحبنا بيع البصل بما حصل مع السعادة ، لكن ربما يكون البصل من العناصر الغذائية التي تنقى الدم وتحافظ على صحة الإنسان لأنه ضد الأكسدة لذا جرى إعتماده من العناصر الجالية للسعادة تذكرت حكاية جلب البصل للسعادة حينما إستعدت قصة أحد أصدقائي وهو يتولى منصب مدير أعمال أحد الأثرياء الخليجيين ، وتفاصيل الحكاية أن الرجل الثري شاهد مجموعة من العمال من جنسيات مختلفة في مزرعته يتناولون الفول ويلتهمون « فحول « البصل في تلذذ مع كل لقمة ، لحظتها همس رجل الأعمال في إذن صاحبي أنه يتمنى في قرارة نفسه أن يتناول وجبة قوامها البصل والفول والخبز الأسمر كالتي كان يتناولها العمال غير أن صحته لا تسعفه . مثل هذه القصة وغيرها من الحكايات المماثلة تؤكد أن الصحة تعتبر أهم مؤشرات السعادة في الحياة ، ولا سعادة إذا كان الإنسان عليل ، لكن يا جماعة الخير لدي سؤال لئيم يخرج من قوقعته ، نحن في السودان نتناول الفول المصلح وفحول البصل والشطة الحراقة ونتعرق ونمسح العرق بالملابس التي نرتديها ولكننا رغم ذلك غير سعداء نعمل إيه حظنا كده .