تعكر صفو المجتمع ظاهرة تعد من أخطر الظواهر وهي ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين «اللقطاء» الذين تركتهم أمهاتهم وآباؤهم بلا ذنب اقترفوه، يواجهون المستقبل المجهول، يجهلون مَن هم، ومَن تركهم، والى أين سيقودهم المصير، بعد أن احتضنتهم دور الرعاية الاجتماعية ذنب من أنا؟ صرخه يطلقها ذلك الطفل البريء إزاء الحرمان الذي يعيشه.. حرمان الأبوة، وحرمان النسب، وحرمان الإحترام من مجتمع لا يرحم، هو نتيجه لطيش وزيغ شيطاني، وعدم معرفة العاقبة، لم آت لأتحدث عن هذه الطفولة المختطفة وماهي أسبابها أو ما نتيجتها! أطفال هم منا ونحن منهم.. قسى عليهم الزمن، والمجتمع، وكل من هو حولهم.. لهم حقوق علينا جميعاً.. باسم الدين في المقام الأول.. وباسم الإنسانية ثانياً.. خرجوا على ظهر البسيطة بخطأ الغير، وتحملوا تبعاته بكل مرارة.. رسالة أوجهها لكم بصوت مبحوح.. أطفال يرجون بعد الله عطفكم والإلتفات لهم.. وانتشالهم من وحل وضعوا فيه بلا ذنب.. إن المجتمع يرفض حتى التعامل مع «مجهولي الأبوين» أو«اللقطاء»، من الصعب أن تعاقب على ذنب لم يكن لك يد فيه ولم تقترفه، بل كنت ضحية غيرك، ومن الأصعب أن تكون وحيداً في مواجهة هذه الحياة بكل صعابها، ففي الوقت الذي يوصي الدين الحنيف بالتكافل الاجتماعي وبكفالة اليتيم، نرفض نحن- من نزعم الإسلام- أن نتبع الشريعة وبلا رقيب داخلي، أو خارجي نتصرف..لا نعلم أن الله رقيبنا وسوف يحاسبنا كما نحاسب غيرنا..