بعد سنوات طويلة من مقاطعة الكتابة بالقلم والإعتماد على الكي بورد ، أصبحت الحروف بنت الذين تستعصي على الإنسان ، حينما يمسك بالقلم للكتابة ، في الماضي كان القلم وما أدارك مالقلم من عناصر الوجاهة والبرستيج ، أذكر في إحدى المرات إلتقيت بالراحل سيد أحمد خليفة يرحمه الله وكانت أيامها صحيفة الشرق الأوسط نسخة جدة بدأت في ميكنة العمل بالكمبيوتر ، وأذكر أن الراحل الكبير ذكر أن الأفكار على الكي بورد تأتي سريعا أكثر من القلم ، ولم أدرك هذه الحقيقة إلا بعد أن أصبح الكمبيوتر ، بمثابة قلم العصر ورفيق رحلة العمل . المهم في الموضوع أن دبي أعلنت قبل أيام عن تدشين أغلى قلم حبر في العالم تقدر قيمته ب110 آلاف درولار بالتمام والكمال يا إلطاف الله ، وهو سعر يكاد يكون مقارب لسعر سيارة هامر من العيار الثقيل ، وذكرت الشركة المنتجة أن القلم أياه مطعم بحبات من الألماس والقطع الذهبية ، لكن صدوقني أن القلم مهما كان فاخرا ومن أغلى ماركة يظل مساويا لقلم جربان من إنتاج شركة صينية تعيسة ، يعني بالمفتشر القلم ما بزيل بلم . حكاية القلم ما بزيل بلم تكتم على أنفاسي هذه الأيام بقوة ، خاصة وأن هناك أعدادا كبيرة من ناس الحراك السياسي يرفعون هذا الشعار اللئيم ، وأتصور أن هؤلاء هم أسباب الحالة التعيسة السائدة في السودان ، وسيواصلون ركضهم في التنغيص على خلق الله . للأسف في السودان وفي دولة جنوب السودان هناك أعدادا هائلة من أصحابنا الذين يرفعون شعار القلم ما بزيل بلم وعشان كده ستتواصل نغمة البلم في الدولتين ، إلى ماشاء الله حتى يخرج جيل جديد يخلصنا من هذه النوعية من البشر . صاحبي السخيف والساخر جدا تفرغ قبل أيام وأجرى عملية حسابية فائقة النكهة عن نسب ومعدلات الذين يحملون الشعار إياه أقصد شعار القلم ما بزيل بلم ، وقال الرجل اللئيم بالحرف الواحد أن هذه النسبة تبلغ لدى أصحابنا ناس الإنقاذ 73 في المائة ، بينما تبلغ لدى كوادر حزب المؤتمر الشعبي 30 في المائة ، أما النسبة المتبقية فتتوزع بين أقطاب الأحزاب الكبرى والصغرى . على فكرة لأن مشكلات الذين يرفعون شعار القلم ما بزيل بلم سوف تتصاعد ما يجعل السودان واقف متبلم فإن الضرورة تقتضي إطلاق مهرجان سنوي تحت شعار الضرب بالقلم ، نعم الضرب بالقلم ولا غيره على أن يتبارى الغلابا بضرب الكوادر التي تتسبب في وكسات السودان ، نعم ضربهم ضرب غرائب الإبل طاخ طآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ حتى يرى الواحد منهم النجوم في عز الظهر .