القلق آفة من آفات القضاء على المواهب واقعاد المرء عن العمل والنشاط بمنعه من التفكير السليم، ويلون له كل شيء بالاسود فلا يرى الضوء الذي يشع قريباً منه. - وقد تكون اسباب القلق لا قيمة لها بالمرة، ومع ذلك تحيل حياة الشخص إلى عذاب، وتمنعه من النوم والتفكير الصحيح وقد يصاب بأمراض كثيرة مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية، ثم يتضح بعد ذلك أن ما سبب القلق أمر غير ذي أهمية، وانه قام بتضخيم الأمور واعطائها أكبر من قدرها، أو قد يكون ما سبب له القلق مجرد وهم ولا وجود له في حقيقة الأمر. - يقول المثل «إن توقع المصيبة أكثر مرارة من وقوعها» فمثلاً المرأة التي تشك في أن زوجها سوف يتزوج بأخرى تظل في حالة من القلق والتوتر، تنظر في عينيه وتحاول ان تستشف ما في أعماقه، وتتحول إلى امرأة حزينة، كئيبة، فاذا اتضح لها أن ما تصورته كان مجرد وهم، لم تعد كما كانت. فقد اصابها التوتر والقق والمرض، واذا تزوج الرجل بالفعل واخبرها بذلك تعايشت مع الواقع، وزال عنها القلق والتوتر، فالقلق لا يكون بسبب المشكلة ولكن بالتفكير فيها. - وكم قضى القلق على أناس كانوا في قمة التميز والاداء، ولديهم من النجاح ما يكفي لان يكونوا من السعداء، فأصابهم هذا المرض النفسي فاصبحوا من العاجزين الفاشلين. ü طريقة للتخلص من القلق: اذا كنت قلق من شيء ما، يمكنك تدوينه في ورقة ووضعها في مكان ما، ولا تفتحها إلا بعد أشهر واذا رأيت نفسك تفكر فيها، اجل الاطلاع عليها ثم افتحها بعد عدة اشهر سوف تجد ان مخاوفك وأسباب قلقك ليست سوى أمور مضحكة، عندها سوف تعلم ان القلق كان يؤدي بك إلى التهلكة. وأخيراً: واجه المشكلة، اقتحم عليها قلعتها، قم بتجزئتها ثم ابدأ في العلاج، ولكن اياك والقلق، إلا فقد يدمرك تماماً.