يتخذ الحزب موقفاً عقلانياً تجاه القضايا كافة فهو يناصر قضايا المرأة لكنه لا يمنحها العضوية، ولهذا القرار ترسيب في نفسية رئيس الحزب فقد زار (حفظه الله) ذات مرة أحد أصدقائه وأخذ يداعب طفل صديقه فسأله الطفل: (إنت معرس يا عمو) ؟ فأجاب رئيس الحزب بنعم فقال الطفل: (لكين انا أصلو ما حا أعرس) فسأله الرئيس المتزوج لماذا؟ فقال الطفل: (لو عرست المره بتشرب مني الشاي كلو) ومنذ ذلك الأوان صار رئيس الحزب يعددّ (الترامس) التي تهافتت منه لحلوق النساء ويحصي عدد (الكفتيرات) التي شربتها سعاد! لذا فحزبنا يناصر تبوُّء المرأة للمنصب العام ويدعم حرياتها ويقف موقفاً مبدئياً تجاه نون نسوتها وتاء تأنيثها إيماناً منه بأن النساء رياحيننا كما أضاف أبن حزم! ويمنح المرأة كل شيء إلا العضوية خوفاً على (الشاي)! الديمقراطية داخل الحزب تمتد بلا آفاق ولا نهايات فالحزب يعقد مؤتمره السنوي (يومياً) ولولا أن رئيس الحزب يشق على العضوية لأمر الحزب بعقد جمعيته العمومية عقب كل صلاة فالحزب بجانب همومه الراكزة يراجع ويقوِّم مكتسبات الجماهير على رأس كل ساعة . يعتمد الحزب في ماليته على مرتب الرئيس المُقسَّم بين تورنتو والكلاكلة ودبي وعلى تبرعات الرأسمالية من غير (شيالي الحال) ولما كانت هذه الصفة من الطباع الراسخة للرأسمالية السودانية فإن الحزب لم يتبقَّ له سوى إبراهيم الكوباني !!! لا يمنح الحزب عضويته لأي فئة اجتماعية أو شريحة فئوية أو قطاعات طلابية وشبابية حفاظاً على واحديته وقوامه الرشيق الأخاذ الذي لا يكتسب هاتين الصفتين إلا بحصر العضوية والرئاسة على محمد محمد خير وهذا ما يقي الحزب شر الانقسامات أما إذا انقسم الحزب وهو على هذه الواحدية الصمدية فذلك لا يعني إلا (الشيزوفرنيا) ! الهتاف المحبَّذ لحزبنا يتصل بجذر لينيني فقد كان الرئيس شغوفاً بهتاف: (عاش نضال الطبقة العاملة) حين كان اشتراكياً في مستهل سنوات عمره في الستينيات، ولما هداه الله تعالى لطريق الحزب الواحد في الرجل الواحد في العضوية الموَّحدة فإنه يستعذب هتاف: (عاش نضال الطبقة الواحدة)! فإذا استأثرتك (لقطة) من لقطات الحزب ورئيسه فما عليك إلا بهذا الهتاف !!!