في جروف النيل وفي طفولتنا الباكرة كنا نبحث عن شجرة الفأس لنداعبها على فكرة هذه الشجرة التي لا أعرف إسمها العلمي محتالة جدا ، فما تكاد اليد تلمسها حتى تذبل أرواقها وتنكمش وتصبح شبه ميته ، وأذكر إننا كنا نتبارى في مداعبة أوراق هذه الشجرة ، حتى نراها تنكمش على نفسها وتذبل أوراقها الصغيرة وبعد فترة تعود مرة أخرى إلى طبيعتها ، ولا أعرف حتى الآن لماذا سميت هذه النبة بشجرة الفأس فربما تكون في بعض المناطق لها إسم آخر . المهم قبل فترة قرأت بحثا علميا أن صاحبتنا شجرة الفأس توجد كذلك في الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية وإسمها العلمي باللاتينية « ميمموزا بوديكا « المشتقة من كلمة لاتينية تعني الخجل . وطالما أننا في السودان نعاني من التماسيح الكبار الذين يلهفون المال العام على عينيك يا تاجر فإن الأمور تتطلب الإستفادة من حيل شجرة الفأس المكارة ، وإبتداع تقنيات جديدة للقبض على حرامية المال العام من أصحاب الكروش الغريقة . على فكرة حكاية اصحاب الكروش الغريقة سطعت في دماغي لأننا مبتلون بهذه النوعيات من البشر، والمصيبة الكبرى أن آخر الدراسات العلمية تؤكد أن وجود الكرش لدى الرجل دليل قوي على إصابته بالضعف الجنسي ، وكشفت الدراسة إن الخلايا الشحمية في البطن تفرز انزيمات تغير من كيمياء الجسم وتحول الهرومونات الذكورية الى انثوية ، نسأل الله السلامة ، كما جاء في الدارسة أن السمنة بوابة لأمراض الضغط والسكري والقلب والشرايين ، وإنه كلما كبر محيط البطن كما زادت احتمالات اصابة الرجل بالسكري ، إذن الاتحاد العام للرجال السودانيين ، مدعو لرفع قضايا ضد مطاعم الوجبات السريعة التي بدات تغزو المدن السودانية وتقدم وجبات فائقة النكهة تزيد من اعداد اصحاب الكروش ، على فكرة البدانة والكروش الضخمة ليست لها وطن ، ومع العولمة وهواجسها اصبح سكان البلدان الفقيرة زي حالاتنا لهم كروش معتبرة اكثر من أي دولة متقدمة ، وتؤكد منظمة الصحة العالمية ان الامراض الناتجة عن السمنة وتداعياتها تكلف امريكا سنويا مليارات الدولارات ، طيب اسأل اذا كانت امريكا شيكا بيكا تمتلك منظمومة طبية لعلاج المصابين بأمراض السمنة وتداعياتها هل نمتلك نحن يا جماعة الخير مثل هذه المنظومة الطبية لعلاج اصحاب الكروش الضخمة ؟ ونحن نشاهد الرجال المكرشين يتزايدون في مجتمعنا ، نعم رجال من كافة طبقات المجتمع ، لكن اسمعوني ، أخطر أصحاب الكروش هم التماسيح الذين يلهفون في الخفاء وربما على عيبنك يا تاجر ، وامثال هؤلاء بطونهم غريقة ، لا يبوحون بأسرارهم لاحد ، هؤلاء بصراحة بحاجة إلى فؤوس من العيار الثقيل لإستئصالهم من المجتمع ولكن السؤال الصعب كم لدينا من هذه النوعيات من البشر أقصد أصحاب الكروش الغريقة , تعالوا نحسب لي بكرة وبعده والعدد في الليمون .