استمعت خلال الأيام الماضية لإفادات حزينة من رئيس السلطة الإقليمية لدارفور الدكتور التجاني السيسي، وللحقيقة فقد استمتعت بإفاداته التي مثلت بالنسبة لي إضافات حقيقية لما يجري في دارفور خاصة بعد دخول وثيقة سلام الدوحة حيز التنفيذ في شهور، فقد كان الدكتور السيسي شفافاً وموضوعياً لدرجة كبيرة تكشف عن قدراته كرجل دولة ومحاور سياسي من الطراز الأو، فهو على الرغم من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد لم يبدُ متوتراً ولا قلقاً على مستقبل عملية السلام في دارفور وبقية أنحاء السودان، بل كان أكثر تفاؤلاً بالمستقبل وقد طرح من خلال متابعاتي عبر وسائط مختلفة للشأن الدارفوري بحقائق أهمها على الإطلاق أن اتفاق سلام الدوحة بما يبذل فيه من مجهود من الحكومة السودانية ودولة قطر وتجاوب الأطراف الداخلية يمكن أن تمثل إطاراً جيداً لعملية السلام في دارفور، فهي اتفاقية يمكن أن تستوعب الكثير من الحركات وتحقق الاستقرار المنشود في دارفور، شريطة أن تعيد الحركات قراءة تجربتها في شكل أكثر وضوحاً وتستوعب المتغيرات في الساحة السياسية محلياً ودولياً وتعلي من المصلحة الوطنية الكلية، حيث إن عملها في إطار تحالف الجبهة الثورية المدعومة من دولة الجنوب يتعارض مع رغبة أهل دارفور في السلام الشامل وفي تنفيذ وثيقة الدوحة، والمعلوم أن الحكومة قطعت أشواطاً في تطبيق بنود الوثيقة وهذا يمثل بالنسبة لأهل دارفور أهم المقاصد من عملية السلام. نحن لا نريد التذكير مجدداً بأهمية السلام لإنسان دارفور، فهذه الرقعة الجغرافية الغنية بمواردها وإنسانها تحتاج لتضافر الجهود من كل أبنائها حتى تبلغ النهضة المطلوبة، فالوثيقة أتاحت لأبناء دارفور المشاركة في السلطة في شكل معتبر، وهي بالتالي خطوة أساسية لتخفيف المعاناة عن أهلنا النازحين واللاجئين حتى يعودوا لمناطقهم ويباشروا حياتهم على أرضهم بصورة طبيعية وجيدة. المستقبل كله لأهل دارفور في دعمهم السلطة الإقليمية واعتقد أن الوقت قد حان ليتوجه كل أبناء دارفور داخل البلاد وخارجها بجهدهم للمشاركة في إعادة بناء دارفور، فالسلطة الإقليمية تحتاج إلى الكوادر المؤهلة في كل المجالات وأبناء دارفور هم أهل الحارة. صحيح قد يرى البعض أن ما تم تنفيذه قليل لكنه بالمقارنة مع الشأن السوداني وما تمر به البلاد كبير، بل معجزة، فلذلك نحن ندعو لوقفة صلبة خلف حكومات دارفور الجديدة والقديمة وخلف السلطة الإقليمية بقيادة الدكتور التجاني السيسي فبقاء ونهضة دارفور مسؤوليتنا جميعاً.