هي محطة قوية في نفس كل منا «تحرير وعودة هجليج»، درس لكل سوداني.. المواطن البسيط قبل السياسي الفذ المحنك.. عبرة ووقفة للعدو.. لابد أن يفكر ألف مرة قبل أن ينفذ.. وكعهد السودان من زمن مضى وبعون الله وقوة وإيمان أبنائه بقيمة الأرض والعرض والدين في الذود عن الحمى تركنا معنى لا ينسى. ما أدهشني أن الاحتفالات التي سبق وأن خطط لها، لم تكن بهذه الروعة والجمال والتلقائية والانسجام، والالتفاف والحب والقوة.. فقط أتمنى هذه المرة أن نعلم لِمَ كانت بهذه المعاني.. لأن المعنى هذه المرة هو السودان.. لم نقل حزب الأمة أو الوطني.. الشعبي.. الاتحادي.. البعثي.. الشيوعي أو المايوي.. الجمهوري.. القومي.. بل قلنا السودان.. وهذا المعنى للأسف قد غاب منا زمناً، وضاع معناه.. كان السودان يسع الجميع وتتجسد هذه القيمة، ولا سواها، وهذا هو المعنى الذي نتمنى أن يدوم وأن يكون هو الأبقى ولا سواه. هو درس للقوى السياسية أن تعي دورها القادم، وقد قدم لها المواطن البسيط والذي ليس له علاقة باي من المفاهيم والايدلوجيات، معنى أن يكون بفطرته وإحساسه البسيط الذي تربى وشب عليه دون الخوض في اي من حديث السياسة وأعمالها فقط، يخاف على السودان الأرض، العرض، الدين، ولا سواه.. أعطوكم يا أهل السياسة بداية للائحة عمل لا تخص حزباً أو طائفة محددة، هي لائحة إنسانية للإنسان السوداني الكادح البسيط، الذي يخاف على أبنائه وأحفاده وأهله.. فحافظوا عليها ما حييتم. وللوطني.. الحاكم جاءكم الدستور على طبق من ذهب فلا تضيعوه.. هي دعوة حول «منقد» موضوعة فوقه «شرقرق» لعمل فنجان من القهوة لنشربه جميعنا وندعو من خلاله.. «الخائن الله يخونه» مالي معنى سوى معنى البن الذين كان.. وسيظل حاضراً عند كل قبائل السودان، لما له من قيمة وقوة وعهد وميثاق غليظ من كل المحافل، ابتداءاً من كتم وعد الفرسان غرباً الى البجا والهدندوة شرقاً، حتى سنار ووسط السودان وشمالها، عندما نشرب البن نزيل كل الأحقاد ونجلس مجلس الرجال «لنحل» ما يمكن أن حله بصبر وثبات، وآمل وقف الجميع حول الأرض السودان.للعدو.. نصيحة حاول أن تعيد التفكير أكثر من مرة قبل أن تبدي، لأنك أمام شعب وأرض يختلف عما سواهم، أمة تؤمن بقيمها ودينها وأملها.. وقت الحارة لن تستطيع أن تميز أين من هذا ومن أين هذا فقط على جباههم لوحة مكتوب عليها ما حيينا «أنا سوداني أنا».. لشهدائنا «ما هنتو يوماً علينا.. وبالذي أصبح شمساً في يدينا».. فلتسترح أرواحهم الآن لإعلامنا.. هذا تحول قوي لابد من الاستفادة منه بداية لمعنى القومية.. الوطن السودان بعيداً عن التصنيف.