٭ يترقب الوسط الرياضي والكروي بصفة عامة القرار الوزاري الخاص باستثناء البروفيسور كمال حامد شداد رئيس اتحاد كرة القدم الحالي ذلك حتى يتسنى له الترشح مرة أخرى للرئاسة وتجيء هذه الخطوة (الاستثناء) نظرا لأن القانون يحدد للشخص الاستمرار لدورتين فقط (كما هو مطبق في النظام الرئاسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي دولة غانا) ولا يجوز له الترشيح لدورة ثالثة مهما يكن حجم النجاح الذي تحقق لهذا الشخص كما يحدد القانون والذي يسمح للوزير المختص بإصدار استثناء ان رأى داعيا لذلك. ٭ استثناء بروفيسور شداد هو امر غير متفق عليه من القاعدة بمعنى المجتمع الكروي غير مجمع على استمرار البروف إلا أن الأغلبية ترى ان استمراره رئيسا للاتحاد الرياضي السوداني ضرورة حتمية تفرضها انجازات حققها الدكتور وهو على رأس القيادة وتحديات ضخمة قادمة تتطلب وجوده. ٭ نحن مع الاتجاه الذي ينادي باستثناء د.شداد واستمراره رئيسا للاتحاد وتأييدنا لهذه الخطوة ليس تعاطفا ولكن قناعة قائمة على بينات ومسنودة بشواهد تؤكدها الارقام ويقرها الواقع الحالي لعالم كرة القدم في السودان المليء بالتعقيدات والتحديات والعنتريات والذي يخضع كلياً ويقع تحت سيطرة الأقلام حيث اصبح المقعد القيادي في كافة المواقع والمؤسسات عبارة عن جحيم وأشبه (بالمنقد الملتهب)، ومهما تكن شطارة القيادي وحجم نجاحه وانجازاته فهو معرض للاساءة والشتائم والسباب والاستفزاز والاتهام والطعن في امانته وأخلاقه ونزاهته وربما شرفه وعرضه وهذا ما نطالعه ونعايشه الآن ولا نرى أن انسانا عاديا يمكن ان يقبل ان يكون محل اساءة الآخرين مهما تكن درجة صبره ومناعته وقوة تركيبته. ٭ أعود للحديث عن استثناء بروفيسور شداد وابدأ بالاجابة عن سؤال الذين لهم رأي في اسلوبه الاداري رفضهم لاستمراره بالسؤال ماذا فعل د.شداد حتى يصدر قرار باستثنائه؟ وما فعله الدكتور شداد للسودان وكرة القدم السوداني لا يمكن حصره أو حسابه لكثرته ولكن نجد انفسنا مضطرين لذكر بعض الامثلة ونبدأ بالقول انه وبفضل شداد وسياسته وقوته ان نشاط كرة القدم في السودان على المستويين المحلي والقومي مستمر ومستقر، وان اردنا التأكد من هذه الحقيقة فعلينا ان نتخيل ماذا سيكون الوضع الكروي ان لم يكن شداد رئيسا في ظل هيمنة طرفي القمة على مقاليد كل الأوضاع وسيطرتهما على الإعلام وكثرة الاسلحة التي يستخدمانها على رأسها الفتنة والتحريض والتهديد.. كأن المريخ والهلال هما اللذان سيديران النشاط الكروي عبر كوادرهما واعلامهما ولن يستطيع أحد الصمود أمامهما أو منعهما وعندها سيكون عدد الضحايا كبيرا: الكرة الولائية، النظام، الممتاز، ففي وجود شداد لن يستطيع أحدهما ان يقول بغم (بكسر الباء والغين) وها هم جميعاً ينفذون البرنامج كما هو دون ان نسمع تهديدا بانسحاب او عصيان او تمرد او تحد ومن يفعل سيجد جزاءه. ٭ يكفي شداد فخراً انه وفي ظل رئاسته وصل المنتخب لنهائيات الامم الأفريقية بعد غياب لقرابة الاربعين عاما وان لم يكن هذا انجازا فلا يوجد انجاز في الكون، وفي عهده نال منتخبنا الوطني كأس بطولة سيكافا مرتين ثم وصل المريخ لنهائي كأس الاتحاد الافريقي وكان قاب قوسين او أدنى من تحقيقه. ووصل الهلال المرحلة قبل النهائية في بطولة كأس افريقيا للأندية الابطال وظل المريخ والهلال ولأربع سنوات متتالية يصلان المراحل النهائية في بطولتي الكاف وفي هذا العام مثلنا بأربعة فرق في خطوة فريدة وجديدة ولم تحدث من قبل.. في عهد شداد اكتمل مقر الاتحاد الجديد، وانشأنا اكاديمية تقانة كرة القدم وكسبنا سمعة حسنة واصبح وطننا يستقبل رئيس الاتحاد الدولي مرتين ورئيس الكاف ثلاث مرات وكان الانجاز الضخم عندما منحنا شرف استضافة احتفالات الاتحاد الأفريقي بمناسبة الاحتفال بعيده الذهبي واستضفنا ممثلي (25) دولة وخلال الفعاليات عقد الكاف جمعيته العمومية هنا. كل ذلك تم عبر البروف شداد وفي عهده وهنالك الآن يتولى بنفسه الاشراف على تشييد برج الرياضيين بالمقر القديم للاتحاد بشارع البلدية ويضع في الاستراتيجية الخاصة لبطولة أمم افريقيا للمحليين العام المقبل وقد منحنا هذا الشرف من الكاف تقديرا وتكريما للبروفسير شداد. ٭ نقف مع استثناء البروف واستمراره ونرجو من السلطة أن تتجاوب وذلك لأن ما يتوفر لدى شداد من صفات لا توجد في غيره فهو إداري من طراز فريد اشتهر بالصراحة والوضوح وعدم المجاملة والعدالة.. لا يخشى في الحق لومة لائم يقول ولو على نفسه لا يخاف من إداري ولا ترهبه مقالات ولا يخضع لتهديدات.. رجل (دوغري)، نزيه، متواضع، ينتهج الجدية، صادق، امين، لا يعرف اللف ولا الدوران ووطني غيور ولولا تمسكه بالبقاء هنا وقوة انتمائه لكان اليوم مستشارا عالميا ومقيما بالخارج، يتعامل مع الآخرين بكل أدب وكل الناس عنده سواسية، يحترم اداريي الاندية والمهنيين بالرياضة لاسيما وانه مارسها لاعبا وناقدا ومدربا وإداريا، اجتماعي من الدرجة الأولى، لا تهزه المواقف ورجل قرار ويعرف متى وأين وكيف يتصرف في الأمر المعني ولهذا فهو محل ثقة كل المؤسسات التي تدير كرة القدم في العالم والقارات والاقليم. ٭ أمثال شداد (إن كان هناك وفاء) يجب ان يكرموا ويجدوا المساعدة والدعم حتى يستفيد البلد وترجع المنفعة للرياضيين ونسأل لماذا يطالبون بذهاب شداد فقط بحجة انه قضى وقتا طويلا فهناك حالات مماثلة فلماذا يصمتون؟!. ٭ نرجو ونتمنى ونتوقع وننتظر ان يصدر الاستاذ محمد يوسف عبد الله وزير الثقافة والشباب والرياضة قراره الخاص باستثناء البروف شداد حتى يستمر ويستقر نشاط كرة القدم وان لم يفعل فسوف نحمله المسؤولية عندما تهب العواصف وتحل الفتن وينهار الاستقرار ويتوقف النشاط.