أول ما يذهب إليه القارئ الكريم بالرقم (عشرة) هم العشرة المبشرين بالجنة وقد أمن على ذلك رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه!! أما في التاريخ الحديث، تاريخ الحركة الإسلامية في السودان وفي نهايات تسعينات القرن الماضي على عهد الانقاذ كانت مذكرة العشرة هي شرارة بل نار المفاصلة بين شيخ الحركة وحوارييه أو «تلاميذه» إن جازت التسمية.. وأوضح أن «العشرة» هؤلاء هم الذين يسيرون دولاب الدولة على مستوى الحزب «المؤتمر الوطني» أو الحكومة (ذات القاعدة العريضة) وحتما هؤلاء كانوا ولا زالوا مسنودين بسلطان الرئيس وترسانته العسكرية والأمنية. وأنا التقط - وفي عجالة - بعض الصحف اليومية كان حظى مع (آخرلحظة) و(الإنتباهة) صحف راتبة ومعها «المجهر السياسي» وربما استهواني في الأخيرة العنوان الصارخ وبالمانشيت العريض وفاة 7 وإصابة 143 بالسحائي في الخرطوم وعدداً من الولايات! هل هذا الرقم صحيح يا وزراء الصحة بالمركز والولايات!؟ اللهم لطفك. عند تصفحي صحيفة(آخرلحظة) وفي الصفحة الخامسة تحديداً وقفت عند الخبر الممنوع من النشر «ربما كان هذا سبباً لعدم ظهوره في الانتباهة والمجهر السياسي!!الخبر المثير بعنوان «صحفيون ضد معالي الوزير.. البيان بعد بسم الله الرحمن الرحيم صادر من رؤساء التحرير - ربما كان الحضور في سقيفة صحيفة الوطن من الصحفيين عدداً لا يستهان به، ولكن الموقعون هم «عشرة» أغلبهم رؤساء تحرير فعلاً.. من نقاط المذكرة الأربع وتحديداً النقطة الرابعة ، التي تقرأ تبنى عدداً من الخطوات لتصعيد القضية في حالة عدم إستجابة وزارة العدل لإلغاء قرارها القاضي بإنشاء نيابةً للصحافة في ولاية الجزيرة. الشاهد أن النقطة الثالثة هي أشد حساسيةً وخطورةً في مخاطبة المسؤولين، إذ تتحدث عن رفض كافة أشكال المضايقات على الصحف، والحد من حريتها.. إذا كان سنداً للعشرة في مذكرة المفاصلة الشهيرة هي ترسانة الأمن وسلطان الرئيس، فمن الذي يسند الصحفيين العشرة؟!! مجلس الصحافة والمطبوعات في الصورة وما رأيه؟ وما رأي الاتحاد العام للصحفيين السودانيين؟ وما هي طبيعية التصعيد إذا لم يتراجع حفيد سلطان دوسة مولانا محمد بشارة؟؟ ظللت أدافع عن الأخ على محمود وزير المالية والاقتصاد الوطني كلما ناله نقد من أي جهة، وأقول أنها سياسة دولة أو قل سياسة الحزب.. فهل مولانا دوسة إتخذ القرار بمزاجه أم أنها أيضاً سياسة الحزب - الدولة!!؟ حاشية: سأكون من الصحفيين المتشوقين لرد الفعل وأنا أحمل الرقم «6600» لصحفي محترف ولن أتردد في الإعتصام حينما يأتي الوقت لذلك، ولكن حتماً ليس قبل ذهابي للمرخيات إستجابة لدعوةٍ من منسقية الدفاع الشعبي!!