وأرسل لك تلالاً من التحايا... وأمطاراً من الود.. وعبر «حكايات» عرفنا الوجه الآخر من الكاردينال.. نعم الكل يعرف ويعلم إنك قلعة من قلاع الاقتصاد... والجميع يعلم ويعرف إنك أحد أقمار الهلال.. وكلنا اليوم في حضرة أحد الشعراء الذين وهبوا الوطن بل كتبوا بالرعاف والدموع والشهد والسهر أرق كلمات الغناء في حديقة الوطن الجميل.. ونحدثك عن محمد يوسف موسى.. ليس الحديث عن «كلمة» تلك التي مازالت وستظل نهراً من عسل ينهل منه الناس بلا إرتواء.. لن نحدثك عن كلمة.. تلك التي نام فيها محمد يوسف ملء جفونه عن شواردها.. وكل الشعب يسهر جراءها ويختصم.. اليوم الحديث عن محمد يوسف ذاك الذي وهب حلم إنشاء دار اتحاد الأغنية كل روحه ونبضه ومجهوده.. وقف الرجل خلف ذاك الحلم وحيداً بل كالسيف وحده.. لم يجد عوناً لانجاز ذاك الصرح الكبير، إلا من أيادٍ بيضاء، كانت أولها يد النائب الأول علي عثمان محمد طه... ثم دعماً مقدراً من والي الخرطوم... ومثله من الأستاذ صلاح إدريس... ثم توقف المدد... وصمتت آليات البناء.. هلا تكرمت وأنت أحد شعراء الأغنية السودانية.. أن تكلل ذاك الحلم الذي عاشه محمد يوسف... وهو أن يكتمل صرحاً يضم خلف جدرانه.. وتحت سقوفه كوكبة الشعراء الذين زرعوا الفرح في بساتين هذا الوطن الجميل.. نهديك بعضاً من أغنيات محمد يوسف المترفة.. عايز أكون.. لست أدري، ولكني واثق سوف تضع بصمة في ذاك الصرح الكبير.. لك ودي عايز أكون بهجة ومسرة فى دروب البائسين وابقى صفقة وغنوة حلوة تسعد القلب الحزين عايز أكون قُمريه تشدو ترسل الألحان شجية تطرب القلب المعنى وتفرح الروح الشقية تهدى بنواحها وشجونها وبالجراحات والأذية لحظه تُنسي الناس وهي تفنيها الأسية عايز أكون أنا لقمه طاعمة أشبع المسكين وجائع قضى يومه يكد ويكدح ودخله ما رضيان يطاوع فى الهجير لازم يقاسي فى الصقيع لازم يصارع وفي بلاد الغربة عامل في المصانع وفى المزارع عايز أكون قمراً بيهدي يضوي للناس السبيل نجمة في أفق المسافر نجمة للتايهين دليل عايز أكون مشعل بيرشد يهدي للخير والجميل ما يهم لو احترقت أو انطفيت وطواني ليل عايز أكون أنا صدر حاني ابقى للمجروح طبيب احضن الهايم مشرد وأحضن العايش غريب واحضن الطفل اليتيم وابقي زى الأم حبيب ...ابقى في عيونه ابتسامه وابقى في ثغره الحليب عايز أكون انا غصن أخضر غصن يرمز للسلام غصن من زيتونة أخضر رمز للحب والوئام غصن زيتون لونه أخضر غصن يشيلو الحمام واجعل الكون كله أخضر وكله ..أفراح وابتسام