قالوا لنا:حرموا استخدام الواقي لا تجيزوه حتى يمتنع الزناة عن استخدامه استناداً على فتواكم، فبالتالي يكونوا قد امتنعوا عن الزنا، وذلك نتيجة للفتوى بتحريمه، فإن القول بالجواز يشجعهم على استخدامه، مما يهون عليهم أمر الزنا بعد أن يطمئنوا على أن الواقي يقيهم من الإصابة بمرض الإيدز . قلنا لهم: هذا يعني أنكم تفترضون أن هؤلاء الزناة هم من الذين يستجيبون لفتاوانا ويعملون بها، سلباً أو إيجاباً، ولكن هذا القول أو تلك الحجة داحضة، وذلك بأنه من لم يستجب لأمر القرآن ونواهيه الزاجرة لايتصور منه الإستجابة والعمل بفتاوى العلماء مهما كانوا، فإن من لم يزجره قول الله تعالى: «ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً» ولم يخيفه هذا الكلام لا يعقل أن يعمل بقولنا نحن «الواقي حرام».. هذا نقوله تنزلاً من عندنا على افتراض ضرورة القول بتحريم الواقي. ثم نحن نسأل هؤلاء:أنتم تقولون لنا أمنعوا استخدام الواقي حتى يخاف الزاني الإصابة بالإيدز، إذا ما أتى الزنا دون واقٍ فيضطر لتركه خوفاً من الإصابة بمرض الإيدز فيا سبحان الله!! أهكذا يربى الناس؟ وهل من يترك الزنا مخافة الايدز له ثواب عند الله؟إن من يترك الزنا مخافة الله هو الذي له الأجر والثواب، لأنه لا ثواب إلا بنية «نية ترك الزنا» وليس مخافة الاصابة بالايدز, ولذلك نحن نقول من ضمن مانقول إن الزاني قد يقع في حرمات كثيرة غير الزنا، بل هي أشد من الزنا، وذلك بعدم إستخدامه للواقي، فربما وقع الزاني في كونه سبباً في إيجاد أطفال مجهولي الأبوين، مايعرف ب«اولاد الحرام»، فيدخل الدولة والمجتمع في دوامة من المشاكل الإجتماعية التي لا حصرلها، ويصعب على المجتمع مواجهتها وحلها، وقد يكون الزاني بلا واقٍ سبباً في نقل الأمراض الجنسية للآخرين كالأيدز وغيره، أو سبباً في إحداث جريمة القتل، حيث تقوم بعض القبائل الى يومنا هذا بقتل الفتاة التي تقع في مثل ذلك، أو يكون القتل من قبل الأم لطفلها وهو في بطنها، أو بعد أن يخرج، فهذه كلها جرائم جسيمة محتملة الوقوع في حال ارتكاب تلك الفاحشة، دون استخدام للواقي.. فالواقي لا شك أنه يحصر الأمر في مجرد جريمة للزنا بين العبد وربه، إن شاء عذَّب وإن شاء غفر. كما لا يفوتني أن أقول إن طرد هذه الحجة- حجة القول بإن إباحة استخدم الواقي يشجع على الزنا- فطرد هذا التفكير يوجب القول بمنع «استخدام حبوب منع الحمل» التي تلقاها الناس بالقبول، وذلك لأن بعض الفتيات يمكن أن يستخدمنها استخداماً غير شرعي، فهي إذن تشجعهن على الزنا، لأنها تقيهم من الحمل سفاحاً، فهل يا ترى هذه المفسدة المتوقعة كافية للمناداة بمنع استخدام حبوب منع الحمل، وكذلك طرد هذا القول يوجب بعدم صناعة الأدوية وتوفيرها للمصابين بأمراض جراء الإتصال الجنسي خارج الأطر الشرعية؟!. لذلك نحن ننصح الزناة بل نحذرهم من اتيان تلك الفاحشة دون استخدام للواقي الذكري، لأن الواقي يقي المجتمع من أضرار كثيرة منها : 1_ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين 2_احتمال القتل للأم أو الطفل 3_مرض الأيدز والأمراض الجنسية الأخرى وقد ورد أن أحدهم قد وقف أمام القضاة من سلفنا الصالح ومعه صبي له من الزنا، فقال له القاضي قبحك الله، أما قد عزلت يوم أن زنيت حتى لا تحمل على سوأتيك زنا وابن زنا ولذلك نقول :إن في استخدام الواقي من المصالح مايربو على كل ماهو متوهم عند اولئك من مفاسد. والله من وراء القصد