الصبي يلاحق السيارات دون كلل.. في الاستوبات والتقاطعات في هجير زائد معلناً عن «صحة بارد.. صحة بارد» والمقصود بذلك قوارير الماء التي يحملها في يديه ويطوف بها على نوافذ السيارات، كأنها أجزام بصحة وسلامة محتواها، ولكن لك أن تشك في تلك العبوءات خاصة أن بعضها يحمل أسماء هي ليست معروفة لشركات محددة أو اسمها متداول- الشيء الذي يدخل الريبة في جملة برنامج «الباعة المتجولين» الذين يدلف بعضهم بهذا الماء وينتهي إلى بيع بضائع أو سلع أخرى.. المهم في الأمر طريقة التعامل مع هؤلاء الباعة تفتح باب الشك في الأمر.. فقد يلاحقك أحدهم مروجاً لبيع شيء يبدأ معك سعره من خمسين جنيهاً وينتهي بك إلى خمس جنيهات فقط... فهل من وقفة في الأمر حتى ولو من باب «أحم أحم تابعين وكدا» لأنه بالتأكيد كل هذه المعروضات خارج نظام المواصفات والمقاييس، وتجد حظها للبيع والترويج عبر هؤلاء... فمن خلفهم؟ ومن أين تتوفر لهم هذه البضائع؟... فقد تكون في لحظة ما أحد المتعاملين معهم لاعتبارات تخصك. ٭ فول تسالي وكسرة بالمقابل تظل «ستات الفول والتسالي والكسرة» نسوة مجتهدات على أكل عيش شريف وشاق ومحدود الربح لكنه مبارك... يلزمهن هذا العمل تحت هجير الشمس، هن مضطرات لاحتمال المناخات والظروف الصعبة.. سعدت جداً وأنا أرى أحد شركات الاتصال تقوم بتوفير «ترابيز بها مظلات لبعضهن» في ذات الوقت تحمل إعلاناً للشركة.. الأمر الذي يعطي إنطباعاً لتأثير هذه الشريحة النسوية الفاعلة في المجتمع وفي اتجاه آخر يوفر لهن بيئة محترمة عبرها، يقمن ببيع بضاعهتهن أعانهن الله وأدام عليهن نعمة العمل الشريف، وحفظ مظهرهن ومخبرهن في الشارع العام بصورة كريمة، والتحية لكل أمرأة منهن تقدم نموذجاً جاداً للسعي وراء الرزق الحلال في هذا الزمان الصعب المحفوف بالمخاطر.. فليفخر أبناء وبنات هؤلاء النسوة بهن ويردون الجميل جميلاً بالاجتهاد في دور المدارس والعمل وغيرها، ولا يتنكرون لتاريخ أماتهم الناصع... وأحيي الشركة التي تنبه لهذا الفعل الجميل وأن تحذو حذوها أخريات... ٭ رجل مضر! كثيرون يقتحمون حياة الآخرين بلا وجه حق أو مبرر من أبواب كثيرة، لا يملكون لها أسباباً ولكنهم ينظرون ويفتون في مصائر غيرهم، وهم أصلاً غير معنيين بذلك... وربما كمثال يتخصص فيك بعضهم بصورة أكثر سفوراً.. أحياناً تعجب أن تجد من يراقب حياتك بصورة دقيقة، وتكتشف أنه مطلع على أصغر تفاصيلها ولا تدري كيف... وتحتار لذلك الذي يقوم أحياناً بدور «المحرش» ومرة «المصلح» وتارة «المحذر» ولا تدري من أين استمد حقوق التدخل في حياتك.. ولكنك بحكم أدبك وتربيتك تعف أن تستخدم أي عبارة جارحة توقفه بها عند حده تماماً بلا زيادة أو نقصان.. أمثال هؤلاء كُثر... تجدهم في أماكن عدة وتصادفهم بتواتر أحياناً.. والغريب في الأمر أنهم أحياناً يحتاجون لنصح بشأن حياتهم وتداعيها، فكثيرون منهم معطوبين في إدارة شؤونهم، وبذلك يتوجب عليهم أن يكونوا في حدودهم إلا أنهم يبزون واقعهم ويحشرون أنوفهم في مواضع لا يحق لهم فيها الاشتمام... بالله عليكم لا تكونوا ذلك الرجل المضر.. دعوا الخلق للخالق ما دام لم يتعدوا حدودكم أو يتدخلوا في أموركم... «عفاكم الله». ٭ آخر الكلام:- في هذه الحياة قد يصعب عليك تحديد إطار لوسيلة رزقك أو عملك، ولكنك مجبر بايقاع دواخلك ان تنتهج ذلك حلالاً ولا تلقي بالاً للآخر، الذي يترصدك ويزعم أنه الناصح الأمين.. أدعوه أن ينظر لنفسه وينشغل بها... «ويا ناس خلوا الخلق لخالقها». مع محبتي للجميع.. سياج - آخر لحظة [email protected]