ولأن قلبي رهيف وما بقدر على الهبباي.. تصدقوا أني هذه الأيام «أحن» على الأحبة في الإنقاذ وأرى أن حالة الإخوان في المؤتمر الوطني «تصعب على الكافر».. وعملاً لله.. لا أريد جزاءً ولا شكوراً.. أقدم لهم جهد المقل.. حتى يخرجوا من هذه اللجج والتي دونها لجج المحيط الأطلنطي.. بأخف الخسائر الممكنة.. بذلك أكون قد جنبتهم أهوالاً من الجحيم.. وأمطاراً من الخطر.. ولأني مواطن صالح.. لا أرضى لنفسي أن أشاهدهم وهم في هذه الربكة وذاك الإرباك.. أتقدم لهم بمقترحاتي التي قد تساهم بقدر مقدر في توفير بعض المصروفات تلك الهائلة التي تواجه حكومتهم خاصة وأن «قروشهم» قد وصلت إلى أدنى حد من الأرقام.. الحل أحبتي هو في هيكلة الحكومة.. وإعادة رسمها من جديد.. فإلى مقترحي الذي إن عملوا به ضمنوا النجاة.. وإلا فليستعدوا إلى الطوفان.. ابدأ بالإلغاء الكلي والكامل لبعض الوزارات.. ونبدأ بوزارة الإعلام.. وقبل أن أكتب حرفاً واحداً عن الغاء وزارة الإعلام.. أقول.. دلوني على دولة واحدة في العالم ذاك المتقدم.. العالم الأول.. الذي تأتلق وتتألق عواصمه.. بل تستحم عواصمه تلك بالنيون.. العالم الذي يشع حضارة وتضاء منها مشاعل العرفان.. وهل في كل المملكة المتحدة وزارة للإعلام.. أو وزير للإعلام.. وهل في كل الولاياتالمتحدةالأمريكية وزارة للإعلام.. وكذا الحال في كل دول الاتحاد الأوروبي واستراليا وكندا.. لا يقل لي أحد إن كل العواصم العربية بها وزارة للإعلام.. وأنا أقول إن هذا هو السبب الرئيسي والأساسي في أن كل هذه الدول تحبو في عصر طارت فيه أوروبا وأمريكا محلقة في المجرات البعيدة لتدور مع الأفلاك.. ولماذا لا تكون هناك وزارات للإعلام في كل العواصم العربية والتي هي ليست أكثر من أبواق للحكام.. وهتاف للمسؤولين.. وتجميل كاذب لأوجه غارقة في القبح والبؤس.. وبالله عليكم راجعوا كل نشرات الأخبار في الإذاعات والشاشات في تلك الدول.. لتجدوا أن الخبر الأول.. الأساسي.. والرئيسي هو عن الرؤساء.. ودلوني على نشرة لا تبدأ.. ب«سافر».. عاد.. التقى قال جلالته أو سموه أو فخامته أو دولته.. لاحظوا إلى الكاميرا تلك التي تلهث خلف المسؤول الأول.. وكيف «تباريه» من صباح الله الباكر وحتى يخلد إلى النوم.. إن الاستثناء الوحيد الذي حدث في أوروبا هو في ألمانيا إبان الحرب الكونية الثانية.. هو وزير الإعلام النازي «جوبلز» ولاحظوا أنه كان يطلق عليه وزير الدعاية النازي.. ونعود إلى رأينا بإلغاء وزارة الإعلام.. في الوطن الجميل.. أولاً أنها تملك وتمتلك وتحتكر «الإذاعة» والتلفزيون وسونا.. ونسألكم بحق السماء ألا تصور لكم نشرات أخبار هذه المؤسسات أن السودان هو مثل إمارة موناكو ترفاً ونعمة وإشراقاً.. وأن شعب السودان في «رأي» أو في نشرات هذه المؤسسات أكثر دعة ونعمة.. وثراءً وراحة من شعب اسكندنيفيا ذاك الذي «دلعته» حكوماته وقلبته على كفوف الراحة حتى «زهج» من ذاك الدلال والترف والحياة المخملية الناعمة.. وبدأ في الانتحار حتى أضحى الانتحار ظاهرة وليس حوادث فردية متفرقة. الآن الأحبة في المؤتمر الوطني.. امسحوا من خريطة الهيكل القديم وزارة الإعلام وسترون كم من المليارات قد وفرت لكم.. وبكرة وزارة أخرى..