اختلف مع كثير ممن يتعاطون السياسة بطريقة إنها الحديث عن الحكومة والرئيس والوزراء فقط، وأقول لهؤلاء إن تناول وحل كثير من القضايا الاجتماعية يلامس من طرف ليس خفياً حلولاً لمشاكل السياسة، لذلك وفي عز أزمة المظاهرات الطلابية بعد رفع الدعم عن المحروقات، قصدت أن أتناول من خلال برنامج رفع الستار على فضائية الخرطوم بعضاً من الممارسات المجتمعية التي اثقلت كاهل الأُسر، رغماً عن الظروف الاقتصادية الضاغطة، وكان عنوان الحلقة «فطور العريس وموية رمضان»، وقصدت أن يكون ضيوف الحلقة هما الدكتور عبد المطلب الفحل والأستاذة سارة ابو، وكلاهما يملكان من جزالة الحديث وقوة المنطق ونعمة القبول لدى المشاهد، ما يجعلهما الأجدر في التطرق لهذه الظاهرة، وكنت على ثقة أنه ربما بعض من المشاهدين قد يقولوا «الناس في شنو وأم وضاح في شنو؟» والبلد وناسها زعلانين ومليانين على الآخر من هذا الانفلات الاقتصادي؟ أها يعني مشيتو وجيتوني في حتتي، وطالما الناس ضائقة ومضائقة «البوبار» في شنو؟ واثقال الكواهل بظواهر فشخرية لا بتودي لا بتجيب! ودونما عودة للحلقة التي مؤكد شاهدها الآلاف وأحسست من خلال المهاتفات عبر هاتف البرنامج أو حتى على هاتفي الشخصي بعد انتهاء الحلقة أن الناس في معظمهم غير راضين أو متقبلين لمثل هذا السلوك، لكنه الخوف من نظرة المجتمع من أقارب وجيران وأصدقاء مما يجعل مثل هذه الظواهر تجد طريقها للاندياح، وظني الكبير أن المسألة برمتها محتاجة لإرادة مجتمعية توقف هذا الإرهاب الاجتماعي من الاندياح، وتحميل الناس مما لا طاقة لهم به، ولعلني قد سعدت جداً بهاتف الأخت سارة ابو أمس وهي تخبرني وعلى زمنها أن رجل أعمال كبير- ومن النوع الثقيل اوي- لا داعي لذكر اسمه، وبعد مشاهدته للحلقة قد حلف على زوجته التي كانت تتأهب لاهداء نسابتها الجدد موية رمضان، وهي مؤكد من النوع المدنكل، وقال ليها نحن صحي قادرين نوديها لكن «حرم» ما بنسويها طالما أنها ظاهرة لا لزوم لها، وهي مجرد فلهمة وتبذير وعندما قلت لسارة انني بصدق أحيي هذا الرجل وسأنشر حكايته ليس من أجل أن نقول إن برنامجنا قد سجل قوون «حراق» زي قون احمد عادل في المرمي العراقي أول أمس، ولكن لأنني أسعى وأحرص أن أقدم مثل هذه النماذج الإيجابية التي من شأنها أن تشكل مجتمعاً أقرب للمجتمع المثالي الذي ننشده، وعلى فكرة لأنني لم استأذن الرجل في نشر الحكاية لم اذكر اسمه، وبمجرد أن يعطيني الضوء الأخضر «ح نفتوا». كلمة عزيزة .. مشروع بصات الولاية مشروع كبير يستحق القائمون عليه التهنئة، فقط نرجو أن «تضبط» حركة سير هذه البصات في المكان والزمان المحددين، ولا تترك لأمزجة السواقين يشيلوا الدايرنوا ويخلوا المابنوا