أثناء مباراة إسبانيا وإيطاليا التي انتهت بفوز مستحق وساحق لسحرة إسبانيا كنت استدعى اشعار لويس أراغون بخاصة سيمفونياته لإلزا، أراغون شاعر مفصلي في الاسبانية وعضوي في الجمالية، هل للمسة الفنية لبعض لاعبي الكرة صلة خفية بالكتابة الشجية والشعر فقد إعترف محمود درويش بأنه يشاهد مباريات كرة القدم ويجد في بعض اللمسات نسب في الشعر والإجتراح. كلما شاهدت «إنيستا» يمرر كرة ببصمته الخاصة كلما عادني وجدي بشوقي بزيع الشاعر الأرهف جملة والأصفى عبارة والأنضج معاناة وتجربة أنظره يتحدث بلسان سيدنا يوسف عليه السلام حين راودته زليخة: وإذ راودتني زليخة عن جنتي شفتيها إنشطرت .. فيما براكين كان تمزق أقفالها وتهرول تحت ثيابي وما بين فخذي جمر يطوف كأن دمي ملعبُ للوساوس بعضي يحارب بعضي وتشهرني ضد نفسي السيوف ليس بيني وبين زليخة .. إلا قميصين من عفةٍ وتشه كأن الصراع المؤبد ما بين أبليس والله قد ضاق حتى غدا بحدود القميصين! ذات هجمة مبرمجة شق إنيستا بخفة الغزال وثقة الحمامة صف الدفاع الصلب لإيطاليا وأرسل تمريرة «كالإيميل» لغابرقاس الذي أودعها برأسه الأيمن يسار الشباك فعن لي لاعب وسط سوداني يلعب بالقلم كل مبارياته، حسين خوجلي الأشبه محلياً بزمن إبراهومة والشديد الشبه عربياً بالخطيب والآسر قارياً بعض ملامح بوكو بوكو العاجي وليس «بوكد حرام»! ليست كل «شقات» لاعب الوسط السوداني حسين خوجلي متصلة بالقلم فقد أسس شاشةً أنيقةً جمالية وحداثية سمَّاها أم درمان أنشد لها منذ لحظات الصحو حتى عناق الأرق جاذبية ورشاقة ولغة تواصل جديدة تفيض حيوية ونضرة وأناقة. حين إختتم «إنيستا» تموجاته الجسدية وإبداعه غير المكتوب بزغ «القالم» كمال حنفي والقالم نسبة للقلم فلهذا النّوبي نسبٌ في الدواة والحبر و«سنة القلم» الرشيق أقرأ ما يكتبه يومياً بعد الغداء والرَّاحة والشاي ولا ألبي بسببه أي دعوة غداء فأنا المفتون برصه اللغوي السديد وأنا الوحيد الذي يشاهد كرة القدم تطلع صادحة بكرة القلم يومياً بعد الغداء.