شن خبراء في مجال الثروة الحيوانية هجوماً عنيفاً على واقع قطاع الثروة الحيوانية في السودان، وتضجروا من ضعف المعلومات والبيانات، مؤكدين عدم وجود احصاءات دقيقة للثروة الحيوانية، وحملوا في نقاش شديد اللهجة بمركز دراسات المستقبل حول واقع الثروة الحيوانية الحاضر والمستقبل مسؤولية تدهور القطاع الى عدم وجود سياسات واضحة تخدم القطاع، وأكدوا وجود دراسات نظرية وبحوث دون تطبيق، وطالبوا بضرورة ادخال الحيوان في الدورة الزراعية، والاهتمام بالبنيات التحتية، واختلفت آراؤهم حول تحسين السلالات، فيما نادى البعض بضرورة ادخال الدم الأجنبي في الضان، خاصة الموجود في الحضر.. حذر آخرون منه، وأكدوا أن الضأن الكباشي والحمري من أجود السلالات في العالم.. موضحين أن الفجوة الغذائية في العالم تحتاج الى اللحوم أكثر من الألبان.. وأشاروا الى أن هناك أمراضاً تحتاج الى السيطرة عليها، لضمان زيادة الصادر وإسهام القطاع في الايرادات.. وقالوا رغم تأكيد التقارير العالمية بخلو السودان من الطاعون البقري، لم تستفد الجهات المسؤولة منه في تسويق الماشية بالخارج، وطالبوا باكتشاف اسواق عالمية جديدة، مؤكدين أن هناك مشكلة في المراعي تهدد بتدهور الثروة الحيوانية أكثر.. ودعوا الى الاستفادة من الحوض النوبي وحوض أم روابة لتوفير المياه للحيوان، وعمل مراعي تساعد في حل مشكلة الصادر واستقرار قبائل المسيرية. من جانبه أكد دكتور مبارك مبروك سليم وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي أهمية التخطيط الاستراتيجي للنهوض بالقطاع.. وقال إن الدولة تعول عليه لتحقيق الأهداف المنشودة للتنمية المستدامة والأمن الغذائي.. مشيراً الى أن الثروة الحيوانية تمتلك آفاقاً مستقبلية واعدة وفق الخطط والبرامج التي تتبناها الوزارة، وثمن الجهود التي يقوم بها الكادر البيطري السوداني في الخدمات البيطرية، وتعزيز سلامة القطيع.. وقال إن الدولة تهدف الى النهوض بهذا القطاع الحيوي ودعم مشروعاته بوصفه أحد دعائم الاقتصاد الوطني والمنتجات غير البترولية. وفي ذات السياق كشف بروفيسور حسين ابو عيسى الخبير في مجال الألبان أن الفجوة في الألبان وصلت الى 30%- اي ما يعادل «2» مليون طن- وقال إن وارد السودان من اللبن المجفف تصاعد في السنوات الأخيرة، وأشار الى مشاكل مصانع الألبان المتوقفة وقال إن 90% من المصانع بسبب الخام. فيما أشار الخبير بروف عمر عبد الرحيم الى أن الفجوة في الاعلاف تبلغ «40» مليون طن، وطالب بالاستفادة من مصانع السكر في توفير العلف.. مؤكداً أنه يمثل أجود أنواع العلف للحيوان. وأكد دكتور عبد القادر عبد الرحمن أن قطاع الدواجن أحدث تطوراً بعكس القطاعات الأخرى، وأوضح أن المصانع تنتج «30» مليون فرخة في العام- اي ما يعادل «30» الف طن- إلا أنه تأسف على أن مشكلة الخام مازالت قائمة.. وقال إن الصناعة تعتمد على الكتكوت، وهو انتاج عالمي يتم استيراده.. حيث وصل سعره الى «5» دولارات، ورغم ذلك لم يتأثر إنتاج الدواجن بالأزمة الحالية. وذات السياق وصف الخبير الاقتصادي عبد الرحيم حمدي المجتمع السوداني بأنه مجتمع استهلاكي، وقال إن قيمة الاستيراد وصلت «11» مليار، نصيب الدولة من البترول فيها «4» مليارات فقط.. وعزا تدهور الصادر وقلة العائد منه الى الطمع في أرباح عالية.. ما أدى الى ثقافة الربح الفاحش.. وقال إن ميزانية الدولة الحالية 72% منها مرتبات، وعزا ذلك لأسباب سياسية، وأشار الى أن توصيات الاقتصاد تنفذ بواسطة القطاع الخاص الذي تراجع بسبب الأزمة.