حوار/ مصطفى أبو العزائم/ آمنة السيدح/ صبري جبور : تصوير/ سفيان البشرى: تصاعدت وتيرة الأحداث في الآونة الأخيرة بصورة ملفتة للأنظار وقد بدا للمراقب العادي الحراك الكثيف على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ففي دارفور بدأت خطواتها العملية لإنزال اتفاق الدوحة الى الارض وذلك في المؤتمر الذي جمع كل أهل دارفور بالفاشر ثم التنمية التي انتظمت الولاياتالغربية، لا سيما الاستبباب النسبي للأمن هناك.. وحركات دارفور التي قامت حكومة الجنوب بطردها بعد لقاء البشير-سلفا باديس ابابا.. وكما دارفور فإن هناك قضايا أخرى قفزت للساحة وفرضت نفسها على رأسها قضية الاسلاميين ووحدتهم التي تواترت أخبارها تؤكد ان هناك مبادرات داخلية وخارجية تدعو للم شمل حزبَّي المؤتمر الوطني والشعبي.. واضافة لتلك الأحداث لا يمكن تجاوز بعض التحركات والاحتجاجات الدَّاخلية من بعض أفراد الشعب السوداني بعد الاجراءات الاقتصادية الاخيرة، ومطالبات إسقاط النظام وأبعادها الداخلية والخارجية. هل هناك مشاكل أخرى تعيق تنفيذ الطرق؟ هناك مهددات أمنية تهدد الشركات العاملة في تلك المناطق، وهذه قضية مقدور عليها بالتنسيق مع وزارة الداخلية والولايات المعنية، فيما يتصل بالأتيام العاملة في القطاعات المختلفة، وتم الاتفاق على ذلك، وستجد تلك الشركات حراسات تؤمن عملها. كما تعلمون أن الولاياتالغربية بها مطارات في عواصمها الثلاث، وهي جاهزة للتصدير للخارج، ويجري الآن العمل على تشييد مطار في كل من زالنجي والضعين لتلحق هاتين المدينتين بالركب.. وبقية المدن.. كذلك هناك تمويل يتم الاتفاق حوله مع بنك فيصل الإسلامي بالنسبة لتمويل القطاع من أبوجابرة وحتى نيالا، لتغيير خط السكة الحديد، وعندما يكتمل الاتفاق مع البنك سيدخل في مرحلة التنفيذ مباشرة.. وبالتالي سيكون لدينا مطارات، وسكة حديد، وطرق داخلية تربط بين عواصمالولايات.. فالنظره لقضايا التنمية هي نظرة كلية تشمل كل البنيات التحتية، بما في ذلك الكهرباء التي ستمتد من محطة الفولا إلى دارفور، وهناك ترتيبات تجري الآن للاتفاق على قرض من بنك التنمية الإسلامي في جدة لتمويل الخط الناقل من الفولا إلى داخل ولايات دارفور، وبهذه النظرة نحن نقول إن الاهتمام بالتنمية متعاظم ومتكامل، فإن تم الجزء الأول منه في عام 2012م.. ففي العام 2013م فستنفذ مشروعات أكبر في كل هذه المشروعات التي تنتظم دارفور اتفقنا أن تكون تحت إشراف ومظلة السلطة الإقليمية لدارفور أياً كانت الوحدات الإتحادية التي تنفذ ذلك المشروع. بعد تقسيم ولايات دارفور وزيادة عددها إلى (5) ولايات هل تم تقييم للأوضاع الأمنية أو الإقتصادية أو السياسة لهذه الخطوة؟. الوقت مبكر جداً للتقييم أو وجود أثر كبير في الوقت الحالي، ولكن سياسياً هناك ارتياح واسع جداً لتقصير للظل الإداري، وتلاحم أبناء هذه الولاياتالجديدة من أجل تعميرها، كما أن الأثر السياسي واضح جداً من خلال الرضى السياسي الذي تحقق في هاتين الولايتين، استتباب الأمن وما يجري من أحداث هناك من بعض أهلنا من المسيرية والرزيقات، وأنا من هنا أقول لأهلنا من المسيرية والرزيقات أن يكفوا عن تلك المظاهر التي لا تشبه إنسان تلك المنطقة، ولابد لأهل النُهى وأهل الرأي أن يضعوا حداً لهذه التقلبات التي دائماً ما يتسبب فيها بعض المتفلتين، وهذه المشكلة كانت محدودة جداً ولابد لأهل الحكمة أن يتصدوا لها إن شاء الله.. وهذه الحادثة تؤكد مزايا تقصير الظل الإداري.. فالوالي كان قريب من الأحداث كذلك بعض الوحدات الأمنية، فكلما يتم تعيين والٍ في الولاية الجديدة يتم إنشاء كامل للوحدات الأمنية على اختلافها، وكذلك الأجهزة القضائية التي تساعد كثيراً في استتباب الأمن، ونحن نقول إن تقسيم الولايات خلق أثراً إيجابياً على الأقل بمعاييرنا حتى هذه اللحظة. كشف المؤتمر الوطني عن مبادرة من دول الربيع العربي لتوحيد الإسلاميين في السودان.. ماذا عن تلك المبادرة؟. أقول بكل صدق أنا لم أسمع بها إلا في الصحف، ولا أعلم شيئاً عنها و«مافي» أية جهة اتصلت بي وقالت لي إن هناك مبادرة من ليبيا أو تونس أو مصر لتقارب الإسلاميين، لكنني أقول إذا صدقت النوايا فستتم داخلياً، ولن نحتاج بأي حال من الأحوال لوساطة خارجية، فمتى ما خلصت النوايا لوحدة فستنجح. ماذا يمنع وحدة الإسلاميين؟ حينما نتحدث عن الإسلاميين تلتفت الأنظار لمجموعة في المؤتمر الوطني وأخرى في الشعبي.. و نقول إن كلمة الإسلاميين عندي أوسع من المؤتمر الوطني، أو المؤتمر الشعبي، فهو يشمل قطاعاً أوسع من أهل السودان، وكل من يريد أن يكون الإسلام حاكماً وشرعاً يتعامل في الأمة والدولة.. لذلك نحن إذا حرصنا على ذلك لابد أن لا نحصر وحدة الإسلاميين في المؤتمر الوطني أو الشعبي. قد يكون ذلك لأنهم كانوا حركة واحدة وانقسمت؟ بالله كم من السودانيين والسودانيات انضموا للمؤتمر الوطني ولم يكونوا جزءاً من الكيان ا لإسلامي الذي تقصده.. لذلك نحن نقول إن المؤتمر الوطني هو نقلة كبيرة جداً، ووعاء جمع أهل السودان جميعاً، بل أنتم تعلمون أن هناك من غير المسلمين في المؤتمر الوطني، وبالتالي نحن نقول إن الحركة الإسلامية منهج.. والله تعالى يقول في كتابه العزيز «كنتم خير أمة أخرجت للناس».. إذن أخرجت للناس جميعاً المسلم وغير المسلم، فنحن لا نقول إن الإسلاميين فقط المنتسبين للحركة الإسلامية قبل انشقاقها. متى يتم التقارب ما بين الشعبي والوطني؟ يتم التقارب بين الشعبي والوطني حينما تتوحد الرؤية السياسية، أو يتفق الطرفان على رؤية سياسية واحدة، الآن هناك تناقض، فما يزال المؤتمر الشعبي كحزب يرفع شعار «إسقاط النظام» والتحالف مع القوى السياسية الداخلية وأخرى خارجية تحمل السلاح متمردة من أجل اسقاط النظام، ما لم يغير المؤتمر الشعبي من هذا المنهج سوف لن يكون هناك اتفاق بأي حال من الأحوال، نحن نريد أن نقول إنه يمكن أن تستوعبنا الساحة السياسية السودانية سوى كانت «مؤتمر وطني أو مؤتمر شعبي أو أي حزب آخر»، ولكن علينا نبذ كل أساليب العنف ونبذ التحالف مع كل من يتبنى العنف كوسيلة لتغيير النظام، ونحن نحتكم إلى آليات السياسة بالنسبة لحسم خلافاتنا السياسية إذا ما غير المؤتمر الشعبي من منهجه ومن عقليته في التعامل السياسي، نحن على استعداد لكي نتفاوض معه، بهذا نحن الآن نتفاوض مع كل القوى السياسية، وحتى المؤتمر الشعبي لم نقصيه من أي تفاوض، لكن هو لا يزال متمترساً عند مسألة اسقاط النظام.. نحن لم نسقط أي حزب من الأحزاب السياسية من العملية السياسية، ولكن المؤتمر الشعبي ومن معه إذا ما قدر له أن يكون حكومة جديدة سوف يقصي المؤتمر الوطني، بينما لم يقصِ المؤتمر الوطني حزب المؤتمر الشعبي من التداول السياسي ومن المفاوضات السياسية في السودان، ولكنه إذا لم يغير منهجه فأنا أقول سوف لن يلتقي المؤتمر الوطني معه، وأقول في الأمر إذا كنا نقصد الإسلاميين كعضوية الحركة الإسلامية قبل المفاصلة بيدهم أن يوحدوا أو يفرقوا فهذا غير صحيح.. والآن المؤتمر الوطني جسم كبير جداً انضم اليه من لم يكن عضواً في الحركة الإسلامية، بل واستقطب قيادات من قوى أخرى، وليس بالضرورة أن نقول إن الإرادة عند الحركة الإسلامية قبل المفاصلة هم الذين يمكن أن يوحدوا أو يفرقوا.. لأن المؤتمر الوطني كحزب له قيادة ومؤسسات هي التي تقرر.. بالتالي نقول إن المؤتمر الوطني يتحرك كحزب سياسيو والمؤتمر الشعبي عليه أن يتحرك كحزب سياسيو ثم لهما الخيار أن يتوحدا مع الآخرين أو القوى السياسية. لكن هناك تحركات في هذا الشأن على مستوى الأفراد بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني؟ نعم لدينا علاقات تواصل اجتماعي وأشواق يعبر عنها أفراد قد تساعد، لكن ليست هي الآلية التي تقرر الآليات التي تقرر هي مؤسسات الحزب. ماذا عن مبادرة عباس الخضر علماً بأنه يقول لديه لقاءات متفرقة ويعد لمؤتمر صحفي لإعلانها، ويذكر أن هناك تقاربا على مستوى أفراد؟ نعم.. كأفراد هذا متاح، وهو أمر قائم وليس هناك جديد على المستوى الفردي .. المحاولات موجودة والنقاش مستمر، ولكن على مستوى المؤسسات لم يقم حوار أصلاً.. هذا الذي أعنيه.. وإذا تحدثنا عن وحدة بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني ذلك لا يتم إلا عبر مؤسسات الحزبين.. التي لم تتطرق لهذا الأمر من قريب أو بعيد، وليس هناك جهاز من أجهزة المؤتمر الوطني تطرق لهذا الأمر، أو طرح هذا الأمر للتداول.. لكن هناك من حديث عن لقاء محتمل بين البشير والترابي؟ لا هذا غير وارد أن يلتقي السيد الرئيس البشير بالترابي لتداول الشأن السياسي الآن، فإذا التقيا في مناسبة إجتماعية أو كذا فيمكن ذلك.. ولم يحن الوقت بعد ولم يحدث تغيير في الخارطة السياسية التي يمكن أن تساعد على هذا اللقاء أصلاً. يروج البعض لضعف الحركة الإسلامية.. مارأيكم ؟ الحركة إسلامية فاعلة جداً وهي ترفد المؤسسات بالفكر الإسلامي، ولكن في الماضي الحركة الإسلامية كتنظيم كانت بها أوعية لاستقطاب أعضائها.. في الماضي لم تكن لها أوعية، لكن أعضاء الحركة الإسلامية يمارسون نشاطهم السياسي داخل هياكلها فقط، لذا كان هناك وجود بالنسبة لهذه القيادات ولهم فعل وصوت، ولكن الآن هناك الكثير من عضوية الحركة الإسلامية موجودة في أجهزة الدولة، يمارسون نشاطهم، وحينما أمارس وظيفتي التنفيذية في أي موقع من المواقع، وأكون متشرباً بالفكر الإسلامي، هذه هي حقيقة الإسلام نفسها، يعني ليس بالضرورة في الحركة الإسلامية فقط أن يقال إنني أمارس عملاً إسلامياً.. لكن أينما وجدت نفسي في أي موقع وما دمت أنا ملتزم بالإسلام فأنا إسلامي وأمارس عملي، وأحقق أهداف الحركة الإسلامية.. الحركة الإسلامية لم تأتِ إلا لتصبح دولة، والحمدلله انجزت الكثير في هذا الإطار، بالتالي كل حركة الإسلام تنتظم هذا البلد، وحري بالحركة الإسلامية ومن يتحدث عنها أن يكون ضمن هذا الانجاز.. ولا يمكن أن نقول إن الإسلام حق للحركة الإسلامية وحدها أو الدولة ملك للحركة الإسلامية.. والحركة ترفد كل من أرادها وهناك تنام للحركة الإسلامية.. والذين يأتون إلى السودان ينظرون إلى هذه المظلة الإسلامية ليستظل بها الناس جميعاً.. ونحن نقول إن كل أهل السودان حركة إسلامية، والحركة الإسلامية ليست حكراً على فئة محددة، ولكن حينما يجد الجد ويحين وقت التضحيات الجسام والمدافع هنا تبرز عضوية الحركة الإسلامية.. هم لا يحرسون الظهور، ولكنهم يفعلون عند الشدائد. تعني أنه ليس في الحركة الإسلامية صراع ..إذن ماذا تقول للذين يروجون بأن هناك صراعاً بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني؟. تقصد أنه طالما أننا في الحركة الإسلامية فالمؤتمر الوطني يصبح ملكاً لي والحكومة تصبح ملكاً لي ولا أقبل أي فرد من الخارج.. هذا ليس صحيحاً، فالحركة الإسلامية يأتي اليها الفرد عضواً طواعية ويعمل لتحقيق مبادئها، أما المؤتمر الوطني فهو وعاء جامع قد يضم في عضويته من غير الحركة الإسلامية، بالتالي فإن قيادته ومنهجه يشارك فيه الآخرون.. والحركة الإسلامية هي جزء قد يكون أساسياً من مكونات المؤتمر الوطني، ومن هم غير أعضاء في الحركة الإسلامية لكنهم في المؤتمر الوطني لا ينبغي أن يشعروا أن المؤتمر الوطني حكراً للحركة الإسلامية، فالمؤتمر الوطني له نظامه الأساسي وكل مؤسساته تحكم بواسطة النظام الأساسي، وهي مسؤولية خاصة بالمؤتمر الوطني ومختلفة عن مؤسسات الحركة الإسلامية.. وثانياً من يظن بأنه عضو في الحركة الإسلامية وهو أحق الناس بالحكومة من غيره هذا مخطئ.. لأن الحكومة في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ولغيره من الأحزاب السياسية، والحكومة الآن لا تضم المؤتمر الوطني فقط.. وطبعاً مسألة احتكار أي موقع من مواقع الحكومة من قبل الحركة الإسلامية هذا غير صحيح.. وفقه الحركة الإسلامية مبني على «كنتم خير أمة أخرجت للناس».. أنت تبذل جهداً كبيراً ولكن الخير الذي يتحقق يعم الناس، ولا نحتكره باي حال من الأحوال، وأنا لا استبعد أن يكون هناك أناس مثل هؤلاء يعتقدون أن لهم الأحقية في تعيينه وزيراً أو والياً أو ما شابه ذلك ويحتج على ذلك، برأيي هذا فكر قاصر لا يعبر عن منهج الحركة الإسلامية.. الحركة الإسلامية الآن تقوم بأدوار كبيرة جداً.. التربية لا تزال مسألة أساسية وتستقطب عضوية فاعلة في أجهزتها، ولكن لا تحرص على المواقع في المؤتمر الوطني أو الدولة بقدر ما تحرص على قيادة الدولة وفق منهج الشريعة الإسلامية.. أما الحديث عن صراعات هنا وهناك ظل الناس يكررونه كثيراً.. إذا نظرنا في واقع الأمر نجد غالبية القيادات هنا هي موجودة هناك، هذا الكلام كذب بأن هناك صراعات بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، والآن الجميع مقبلين على مؤتمرات الأساس بالنسبة للحركة الإسلامية، ومؤتمرات قطاعية ومن ثم المؤتمر العام، وهذا الأمر متاح للجميع ليس فيه سرية تحول دون أن يعرف الناس ما يدور في هذه المسألة . حتى المؤتمر الوطني انتظمت اجتماعاته وانقعد المؤتمر العام في الفترة الماضية، وبالتالي أي مؤسسة لها قيادات مختلفة تتفق في المنهج العام لتطبيق الإسلام.. أريد أن أقول إنه ليس هناك ما يسمى «مبادرة» بالنسبة للإسلاميين في ليبيا ومصر وتونس لتوحيدها، وإن وجدت الإرادة يمكن أن يتم الأمر داخلياً، ويمضي إلى الأمام مع أهل السودان جميعاً.. والحديث عن مسألة اسقاط النظام لا يفيد باي حال من الأحوال، فيجب على الناس ألاّ يضيعوا وقت الشباب بما لا ينزل للواقع.. فنحن نعلم بأن الكثير من الآراء خاصة وأنا حديث عهد بالمؤتمر الشعبي، وكنت فيه لوقت قريب.. كل الذين لديهم علاقة يأتوننا ويتحدثون عن الأشواق التي تجمع، ونحن نريد أن تتخذ المؤسسات الإقرارات في هذا الشأن، والكثير من أفراد المؤتمر الشعبي يأتون إلينا بيد أن مؤسسة المؤتمر الشعبي لا تريد أن تناقش هذا الأمر، ومتى ما ناقشت نحن مستعدون لمثل هذا النقاش.