صاحبي رجل دوغري وصريح من طراز أول وثاني وثالث ، يعني بالعربي الفصيح ليس لديه حلول وسط فإما أن يكره الشيء أو يحبه ، ولأنه كذلك فإن لديه عدد محدود من الأصدقاء ، وهذا الرجل أقصد صاحبي رغم أن قلبه أبيض مثل البفته ، إلا أنه لا يتردد في أن يعلن مشاعر عدم الارتياح أمام الشخص الذي لا يحبه ، فلأشياء عنده إما أبيض أو أسود ، والشيء الغريب جدا أن صاحبي الدوغري حينما يغضب فإنه يحطم كل شيء أمامه وبعدها يرتاح ويصبح مثل الحمل الوديع ، ومن سوء حظي شهدت الكثير من سيناريوهات الغضب لهذا الرجل الطيب والأحمق في نفس الوقت ، ولأنه صديقي فقد حاولت كثيرا أن أخرجه من عباءة الصراحة التي تتلبسه ولكن بدون فائدة ، أذكر في إحدى المرات زرت صاحبي الدوغري في منزله ، ووجدته يستعد لمشاهدة ديربي ساخن بين ريال مدريد وبرشلونة وبالمناسبة صاحبي ، مشجع متعصب للبرشا ويكره كل مشجعي الريال ، ولا يتردد في افتعال معركة مع أي شخص يقلل من ناديه المفضل ، المهم في تلك الليلة انهزم البرشا ، ولم يجد صاحبي ما يخفف غضبه سوى تحطيم جهاز تلفزيونه ، المهم يا جماعة الخير خلونا من صاحبنا الأحمق الدوغري وتعالوا نجلس في لحظة صراحة ، ودعوني أقول بكل شفافية أن من يعتقد أن العبد لله زول وقح ومسيخ عليه أن يصبر على البلاء ويكتم غيظه حتى لا يصاب بأزمة قلبية من أبو كديس ، وإذا شعر أي إنسان أن هذه الصرخة مجرد تخاريف ، وإن خلقة العبد لله التعيسة والجربانة ، تسبب له الإحباط وتطارده في منامه وصحيانه ، فعلى هذه النوعية من البني آدميين رفع أصواتهم في المدى « نحن نكرهك « يازول عديييييل كده ، صدقوني لن اغضب وأحطم ما حولي ، لأن غريزة الحب والكراهية متلازمتان لدى البشر ، فلا يوجد إنسان يدعي أن قلبه يسع الجميع ، فأنا اكره وأحب ، وفي أحيان كثيرة يجد الإنسان نفسه يكره آخر دون أن يعرفه أو يتعامل معه ، بالمناسبة طالما الحديث متواصل عن الحب والكراهية ، فإن الحكام في العالم التالف أقصد الثالث ، يحصدون أعلى درجات الكراهية لدى شعوبهم ، وللأسف كل الحكام الديكتاتوريين ونحن في السودان نمتلك مثل هذه النوعية يعرفون أنهم مكروهون من قبل شعوبهم ، ولكن لأن جلود هؤلاء أقصد الحكام أتخن من جلد وحيد القرن فإنهم يسدون أذن من طين والأخرى من طين أيضا أمام موجات الكراهية ، عفوا يا ناس لدي سؤال غتيت ولعين في نفس الوقت إذا كان صاحبي الدوغري يفش غضبه في تحطيم ما يجده أمامه من أشياء دعوني أسال ماذا يفعل السودانيون الذين يمتلكون كميات وافرة من الغضب تجاه المتنفذين في الحراك السياسي إنه سؤال لئيم في حاجة إلى كميات كبيرة من الحجارة التي تدشدش الرؤوس