مائتان وواحد وتسعون مليار دولار أمريكي هي حجم تبرعات الأمريكيين للأعمال الخيرية، والتى يذهب أكثر من ثلثها للمجموعات الدينية، في حين يحصل التعليم على أربعة عشرة فى المائة، وتتلقى الخدمات الإنسانية تسعة في المئة، أما الصحة فتحصل على ثمانية في المئة، وتحصل الجماعات المجتمعية على ثمانية في المئة، وتحصل الجماعات المعنية بالثقافة والفنون على خمسة في المئة من جملة التبرعات إلى جانب الشؤون الدولية التي تشمل الإغاثة والتنمية ومبادرات السياسة العامة، كما تحصل الجماعات المعنية بالدفاع عن الحيوان على ما يصل إلى إثنين في المئة ويحص الفراد على نسبة إثنين في المئة وكثيراً ما كان ذلك في صورة عقاقير. وتُعتبر التبرعات الأمريكية من أعلى التبرعات فى العالم، خاصة وأن قيمتها تخصم من الضرائب المفروضة على الشركات والمؤسسات، وبالتالي تنخفض قيمة الضرائب على الشركات والمؤسسات المتبرعة. وقدرت دراسة أمريكية أن هذه التبرعات مصدرها نحو 75 مليون أسرة أمريكية، و1.5 مليون شركة و120 ألف منشأة وقرابة 77 ألف مؤسسة، وتذهب هذه التبرعات إلى أكثر من 1.2 مليون مؤسسة خيرية مسجلة ونحو 350 ألف محفل ديني أمريكي. وأظهرت الدراسة أن تبرعات الأمريكيين في عام 2010 كانت أكبر بنسبة أربعة في المئة مقارنة بعام 2009 لتنتعش بعد أن أدى الكساد إلى أكبر تراجع في التبرع للأعمال الخيرية خلال أربعة عقود. وتظهر تقديرات الدراسة التي تمت مراجعتها وبدأت عام 1956 أنه خلال الأزمة المالية إنخفض العطاء بأكثر من عشرة مليارات دولار عام 2008 إلى 299,8 مليار دولار ثم إنخفض بنسبة أكثر من ستة في المئة عام 2009 إلى 280,3 مليار دولار. والمليارديرات الأمريكيين يتبرعون أيضاً بمبالغ كبيرة، فقد تبرع الملياردير وارن يافت بنحو 37.4 مليار دولار من ثروته للأعمال الخيرية، تاركا لنفسه نحو 6.6 مليارات دولار، كما إنه سيشرع إبتداء من العام القادم في تقديم التبرعات لمؤسسة بيل جيتس الخيرية إضافة لأربع مؤسسات خيرية أخرى. ونشرت مجلة البيزنس ويك الأمريكية قائمة بعشرين متبرعاً هم الأكثر كرماً في العالم، فبالإضافة إلى بيل غيتس ووارن بافت جاء في صدر القائمة جون أي مور الذي تبرع بنصف أسهم شركة (إنتل)، أي بنصف ثروته لمؤسسة بيتي وجوردن الخيرية في مجال البيئة والعلوم، ووصلت قيمة تلك التبرعات إلى مبلغ خمسة مليارات دولار أمريكي دفعة واحدة. أما الملياردير جون ماركس تبمليتون، والذي يحاول المصالحة بين العلم والدين، فقد قفز إلى قائمة أكثر المتبرعين كرماً عندما قدم تبرعًا ب 550 مليون دولار أمريكي، وجاء في المركز الخامس إيلي رواد مؤسس شركة صن أمريكا، ويأتي تركيز مؤسسته الخيرية على تبني ورعاية طلاب الماجستير ذوي سنوات الخبرة القليلة وتدريبهم لتولي مناصب إدارية عالية، وقد حقق نجاحًا بارزاً في هذا المجال. وكان للنساء نصيب من هذه القائمة، فأرملة الدكتور روبرت أتكنز تبرعت بما يقارب 500 مليون دولار لمحاربة مرض السمنة والسكري، ليتبقى لها من الثروة التي خلفها زوجها 50 مليون دولار، وفي آخر القائمة يأتي تبرع باتريك ولور هارب مؤسس أي دي جي الذي تبرع ب 386 مليون دولار لدعم أبحاث التطوير الفكري. ووبالقارن يعتبر تبرع الأثرياء فى العالم العربي شحيح للغاية، وظهرت دعوات مؤخراً من بعص الأثرياء العرب بأن يسيروا على خطى تبرع رجال الأعمال الأمريكيين وأن يتبرعوا بجزء كبير من ثرواتهم لصالح الأعمال الخيرية. وقد تبرع مؤخراً رجل أعمال سعودى بثلث ثروته للأعمال الخيرية في مجالي التعليم والصحة، بعد أن إستأذن من والده وأبنائه.