في رمضان أعود إلى المطبوعات القديمة، فقد درجت على القراءة نهارات رمضان.. ومرات وبينما أنا أقرأ أندهش في أمر مثل هذا الزواج الذى قرأت عنه.. وماذا في زواج فلان من فلانه مهما كانت..؟ الزواج بالأجنبيات يحتاج إلى تأمل.. اندهشت قبل سنوات عندما صرحت الراقصة الممثلة المصرية «فيفي عبده» فقالت إنها كانت متزوجة عرفياً من أحد مستشاري الرئيس السابق نميرى.. دهشتي لم تكن من الزواج، فهو أمر عادي، لكن من إخفاء الأمر عبر الزواج العُرفي تارة، وعبر إخفاء أمر الزواج عن المجتمع السوداني الذي يحب مثل هذه الشمارات.. التي تتعلق بأمر الزواج الثاني والزواج «الغريب..». مرة كنت أتسامر مع «ست شاى» شابة.. عندما عرفت إنني صحافي أبدت خجلها من كون إنها لا تتابع الصحافة، لكنها سألتنى: إنت البت الصحفية الصغيرة العرست صحفي كبير شديد حصل ليهن شنو؟.. قلت لم يعلق بذهنها من أمر الصحافة السودانيه إلا هذا الحدث لأنه زواج فيه مفارقة، وهنا كانت عامل السن.. الزواج الذى إستوقفني زواج إيما من ريك مشار.. ريك مشار تعرفونه القائد الجنوب سوداني الذي- اختلفنا أو اتفقنا معه- كان من الرموز السياسية البارزة في تاريخ السودان المعاصر، وفى حرب الجنوب، وفي مآلات الانفصال.. أنا شخصياً اعتبره ذا كاريزما محببة إلى الناس، أما إيما فتحتاج إلى تعريف سيتضح فيما بعد.. كنت أطالع عدداً قديماً من «مجلة وجهات نظر» حين كان يرأس تحريرها الراحل أخيراً الكاتب الجميل والمحترم والصحافي الكامل الدسم «سلامة أحمد سلامة»، وكان ذلك عدد شهر يونيو عام 2002م، والمجلة شهرية، ونتابع الإصدارات الجديدة، وهي من إصدارات دار الشروق في استعراض لكتاب «حرب إيما.. الحرب والخيانة والموت في السودان» يعرف الكتاب إيما بأنها:«المغامرة البريطانية إيما ماكوين الشابة الرومانسية الجميلة العاملة في السودان.. ولدت في الهند عام 1964.. في اكسفورد اكتشفت افريقيا من خلال الوقوع في حب الأفارقة.. وبدأت تهتم بالحروب الأهلية، والمجاعات والعبودية في افريقيا وتخصصت فى يوغندا وجنوب السودان.. بمعنى الملخص فيقول: حصلت إيما على وظيفة من منظمة خيرية صغيرة تسمى منظمة أطفال الشوارع الدولية في جنوب السودان.. وفي غمرة دفاعها عن الجنوب السوداني، وقعت في حب ريك مشار أحد قادة التمرد في جنوب السودان.. لقد تزوجته رغم إنه متزوج يقول الملخص -و«النص القادم على مسؤولية كاتبه في المجلة»- ورغم إن مشار تحول إلى متمرد لا يتورع عن استخدام أبشع الأساليب ضد خصومه إلا إن «إيما» دافعت عنه.. وأصبحت لا تطيق أحداً يهاجمه وأبلغت أصدقاءها البريطانيين إنها أصبحت سودانية.. لقد دخلت إيما طرفاً في الحرب الأهلية في السودان.. ثم وقعت حادثة سيارة ماتت على أثرها وشيع جنازتها آلاف السودانيين.. وتزوج مشار زوجه بيضاء أخرى واستمرت الحرب تحصد مئات الآلاف وكانت إيما نقطة في بحرها.. أولاً: شوف ريك مشار كاتل ضلو كيف.. مع إنو صياد نساء بيض زي الحليب..؟ ثانياً: ألا تصلح قصة «إيما ومشار» لأن تكون رواية عالمية تتحول إلى «فيلم» عالمي.. فمن يكتبها؟!