٭ مرت أمس الذكرى العشرون للراحل المقيم حسن أبوالعائلة هذا الرجل الذي أسعدنا الحظ أن نعايش فترة طيبة من تاريخه وتاريخ المريخ عشناها عن قرب لطالما كانت لنا مكانة كبيرة في قلب الرجل. ٭ كان لا بد أن نتوقف عند بعض المحطات المهمة في تاريخ أبوالعائلة والمريخ في الذكرى العشرين لرحيله خاصة وقد ترك الراحل بصمات لا تنسى على تاريخ المريخ وظل يبذل من أجله جهوداً خارقة حتى آخر لحظة في حياته وقدم له الكثير وأخلص له بلا حدود ولعل أكبر وأضخم الإنجازات التي تتحدث عن نفسها قيادته لبناء الأستاد هذا الصرح الكبير الذي بذل من أجله الكثير هو وما جاد به زمان المريخ من رجال. ٭ واشتهر عن الراحل أبوالعائلة قوة شخصيته وكان حاسماً لا يرضى لأحد أن يرتكب خطأ بحق المريخ وكان يتخذ أصعب القرارات في أحلك الأوقات ولا يستطيع كل من تابعوا مشواره أن يداروا أو يخفوا إعجابهم بهذا الجانب في الرجل. ٭ سبق له أن تبنى قراراً بالشطب والاستغناء عن باقة من كبار نجوم المريخ فهو الذي لا يسمح لأحد بالعبث بمقدرات النادي ويرفض دلع اللاعبين وكانت قراراته القوية قد انعكست إيجاباً وفاعلية على الفريق ولا تنسى الأوساط الرياضية، انه وفي إحدى المباريات التي تواضع فيها أداء المريخ أمام الهلال سارع بالنزول لأرض الملعب فوجد العديد من نجوم المريخ يضحكون ويتناولون الكركدي وكان الموقف بالنسبة له قاسياً إن لم يكن صادماً فدلق جردل الكركدي على الأرض، والحادثة بالرغم من أنها غاية الغرابة إلا أنها قد حدثت وتعبر تماماً عن شخصية أبوالعائلة الذي يرفض المهازل والمسخرة في المريخ. ٭ كان أبوالعائلة صاحب أفكار خلاقة بديعة وهو الذي اقترح الاحتفال بالويبيل الذهبي للمريخ والذي استمرت الاحتفالات به لشهر كامل بمباريات يستضيفها المريخ يومياً ويلعب فيها بأكثر من فريق وذهب إلى ما هو أبعد عندما استجلب عدداً من الفرق من خارج السودان ولعبت أمام المريخ في يوبيله الذهبي امثال الزمالك والوداد المغربي وكل ذلك يرجع لرؤيته الثاقبة في أسلوب التعامل مع جميع الملفات، وتمكن الراحل من بناء علاقات قوية مع أندية عربية وكانت التوأمة مع الزمالك والوداد المغربي والسكة حديد مصر التي لبى المريخ دعوتها بأكبر بعثة رياضية في تاريخ السودان ضمت إلى جانب فريق المريخ وإدراته وأقطابه العديد من ألوان الطيف الرياضي والصحافي على سبيل التكريم والتواصل مع المجتمع الرياضي. وانعكست قوة شخصيته على أداء الفريق لأنه كان يخطاب اللاعبين بلغة الرصاص وكان هذا الأسلوب هو الذي يفجر في قلوب وعقول ونفوس لاعبيه القوة والحماس ويملأهم بالثقة فعادت هذه السياسة لصالح الفريق وصبت في ايجابية نتائجه. ٭ كان أبوالعائلة رغم الصرامة وقوة الشخصية إلا أنه كان بقلب طفل وكان ودوداً وكريماً وظل قلبه ينبض بحب الناس متدفقاً رحمة وإنسانية ولا أنسى أنه أول من خف من الإداريين وسارع بزيارة الأستاذ ميرغني أبوشنب ومنزله بالعرضة لا زال يحترق وكان يشد على يدي ميرغني ومتأثراً إلى حد البكاء. ٭ وكان الرجل شديد الاهتمام بأندية الولايات خاصة التي تحمل اسم المريخ يدعمها باللعب متنازلاً عن الدخل ويدعمها بالمال وأشهد للحبيب جمال الوالي رئيس نادي المريخ الحالي مواقفه الداعمة لهذه الأندية فقد اتصلت به قبل سنوات وأخطرته بوصول مريخ الأبيض للعاصمة ويقيم معسكره بأحد فنادق أمدرمان وتشاور معي فيما يمكن أن يقدمه له فقلت فقط ادفعوا تكاليف الإقامة بالفندق فأوفد العقيد صديق صالح فسدد للمريخ استحقاق الإقامة بالفندق وزاد عليها وشعرت بالارتياح وقابلت البعثة هذه الخطوة من المريخ الأب بالتقدير والثناء، وأتمنى أن يقوم مجلس المريخ بتنشيط التعاون مع هذه الأندية الولائية والتي عرف عنها اهتمامها الخرافي واحترامها للمريخ الأب، عندما يسارعون بإحاطة بعثاته في الأقاليم بالحب والاهتمام. ٭ تمر بنا ذكرى العزيز الراحل أبوالعائلة وحسناً فعل جمال الوالي بتحيته وتثمين مواقفه وإنجازاته ولكن أمام كل هذا التاريخ الناصع والإنجازات والتجليات الرائعة لأبوالعائلة في مشواره مع المريخ لا أكاد أصدق بأنه لا يوجد مرفق في النادي أو الأستاد يحمل اسمه لو لا أنني راجعت أمس عدداً من المصادر مما جعلني أطالب مجلس المريخ المسارعة بتصحيح هذا الوضع الخاطئ تخليداً لاسمه بأحد المرافق في الأستاد الذي كان ينظر إليه البعض كحلم وإن حوله أبوالعائلة ورجاله لواقع حي وملموس تجسيداً لروح التحدي المتأصلة في الرجل عليه رحمة الله.