إن كان للصائم فرحتان، فإن للذين تم إطلاق سراحهم بالأمس وأسرهم وأهلهم وأصدقائهم وزملائهم ثلاث فرحات، بدأت إحداها مع نهايات الشهر الكريم المبارك، بإذن الله، وهي فرحة فك القيد، والانطلاقة في الفضاءات الرحبة لتكون ضلعاً ثالثاً لفرحة الذين تنشقوا عبير الحرية أمس، مع فرحة الفطر يوم العيد والفرحة الكبرى للمؤمن عند لقاء ربه العظيم. لا بد من الإشادة بهذا القرار الحكيم الصائب الذي جاء بناءً على توجيه مباشر من السيد رئيس الجمهورية، بإطلاق سراح جميع الموقوفين على ذمة الأحداث المرتبطة بالتظاهرات الأخيرة التي انطلقت من مسجد السيد عبد الرحمن بودنوباي ومن جامعة الخرطوم.. وقد أصدر السيد الفريق أول أمن مهندس محمد عطا المولى عباس مدير جهاز الأمن والمخابرات قراراً بإطلاق سراح ثمانين محتجزاً لدى الجهاز على ذمة تلك القضية، داعياً الجميع لأن يتحلوا بروح الوطنية للمساهمة في بناء الوطن وتفويت الفرصة على المتربصين به. لقد جاء القرار صائباً في مضمونه ومعناه، حكيماً في توقيته مضيفاً للعيد طعماً جديداً وللفرحة مدى واسعاً لدى كل الذين أطلق سراحهم من المعتقلين. ولا بد من الإشادة بكل الذين تحركوا من أجل أن يصدر هذا القرار ولا بد من الإشادة بالمساعي الطيبة والحميدة التي بذلها ساسة وصحفيون وطنيون كرام من أجل أن يعود المعتقلون إلى أسرهم وتعود معهم الفرحة والاستقرار والطمأنينة مع تباشير العيد السعيد.. و.. كل عام والجميع بخير.