خامساً: رغم المجهودات العلمية الجبارة التي أوصلت إلى اكتشاف الجدول الذري وقدرات مندليف الخارقة بالتنبؤ بظهور بعض العناصر التي لم تكتشف في ذلك الحين، حيث ترك لها في الجدول العدد الذري، والوزن النوعي، وعدد الالكترونات، والمدارات الخارجية، وعدد البروتونات، وكذلك ظهور علم الوراثة والهندسة والهندسة الوراثية، ونظرية التطور والارتقاء والتي لم تعد أكثر من افتراضات، ورغم إن هذه الدراسات حملت صورة تقريبية عن النشؤ والخلق إلا أن خصائص هذه الجسيمات يمكن إبطالها ونزعها أو إفنائها- كما حدث ذلك- مما يدل على أن هذه الخصائص ليست ذاتية، وإنما هي خصائص مسيطر عليها من لدن حكيم خبير. سادساً: في الإعجاز العلمي في القرآن على كل المستويات العلمية واللغوية والفلكية والتصويرية التي تؤكد صدق الآيات القرآنية وحكمتها، والتي تطابق معها الإعجاز العلمي والنظريات الصحيحة في الماضي والحاضر وسوف تؤكد الأيام العديد من الانجازات.. في مايلي بعض نماذج الإعجاز في القرآن الكريم التي تؤكد أن الله هو عالم الغيب كما جاء في كل الأديان السماوية التي أوحى بها إلى الأنبياء والرسل، والإعجاز القرآني حيَّر العقول وحل كل الألغاز التي حارت العقول في فهمها، وسوف يحل ما سوف يستجد من الألغاز ويمكن الرجوع بالخصوص إلى البحث القيم في الإعجاز في القرآن الكريم لطارق سويدان. فالآيات القرآنية سافرت بعقولنا عبر الماضي.. والعلم الحديث أكد إمكانية السفر في الماضي الذي لا يمكن تغييره عبر الذبذبات باستقراء أحداث الماضي، وكذلك سافرت بنا في المستقبل وتكلمت عن عوالم البرزخ والبحث والحياة بعد الموت وحياة الإنسان، كما قال العالم انشتاين أشبه برحلة القطار، وكل الأحداث المستقبلية أشبه بمحطات القطار المعدة سلفاً بهيئتها البنيوية والمعنوية والتي لا يمكن تغييرها هي الأخرى أيضاً، وهذه هي حقاً رحلة القضاء والقدر الكونية والروحية العامة والخاصة مادياً وروحياً.. كما قال تعالى: «وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا».. سابعاً: إن إفتراض خلق الكون من هذا الجسيم نقول لهم إن هذا الجسيم هو أحد حلقات الخلق لأنه ليس نقطة البداية. هذه الآية تتكلم عن ما سوف يحدث بلغة الماضي تحقيقاً وتأكيداً، والدليل ظهور علامات الساعة الصغرى دلالة على صدق الأديان السماوية، وما الأبراج السماوية إلا إشارة لها، حيث بدأ تسابق رعاة الإبل كما جاء في النبوة بالتطاول في البنيان، فبرج دبي هو الأعلى عالمياً، والسعودية تشرع في بناء برج أعلى منه. ثامناً: نقول لهم إن الموت هو معجزة أخرى وبنفس القدر نسمة الحياة والروح «روح الإنسان» ومقدراته ومواهبه رغم زعمهم أن السمكة أحياها بعد تجميدها، وكذلك تربية الجنين في رحم صناعي، وعودة القلب نابضاً بعد توقفه، كل هذه صحيحة بشروط وضوابط وليس دليلاً على سلطان العلماء على الحياة، وإنما دلالته الوحيدة على أحكام صنع الله وجهل الإنسان لأسرار الحياة كمن وضع بذرة في تربة وسقاها فلما رآها تنشق عن الأرض زعم أنه الخالق وبالخصوص قال تعالى: «أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ {56/63} أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ {56/64}» قال تعالى:« يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَشَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ {22/73} مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ».. فالله يخلق ما يشاء بما يشاء وكيف يشاء... وقالوا إن العلم يحي الموتى حيث أمكن تربية الجنين في رحم صناعي، ونحن نقول لهم هل استطعتم صنع الحيوان المنوي والبويضة بل حصلوا عليهما من الذكر والأنثى المخلوقين.. وإن التلقيح فهو سعي باذن الله بما أودع الله فيهما من حياة، كما لو كان في الرحم والانقسام الخلوي والتكاثر والنمو تتم إذا استجمعت شرائطها واستوفت ضوابطها وفقاً للآلية كما يسمونها أو القدرة الإلهية، كما نعرفها نحن والله لم يدع الكون بعد صنعه يعمل أوتومتيكياً كما يفعل صنع الآليات التي تعمل بحولها وقوتها ونحن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا طاقة لمخلوق على البقاء بحوله وقوته وهذا الإدعاء سابق لأونه، لأن علم الأجنة لازال طفلاً يحبو في حين تكلم القرآن عن تطور نمو الجنين في الرحم قبل (1400) سنة، وجاءت كل نظريات علم الأجنة مطابقاً للآية القرآنية فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم عالم أجنة أو عالم في القوة الحيوية، وكذلك حتى اليوم لم يستطع العلماء تعريف الموت تعريفاً علمياً بدليل دفن آلاف الأحياء في حالات الغيبوية، التي قد تمتد إلى ساعات أو أيام، فكثير من أمثال هؤلاء عادوا إلى الحياة في قبورهم وبنبش القبور ظهرت هذه الحقيقة. تاسعاً: كما ضرب الله مثلاً بالبعوض قال تعالى:«إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ» البقرة- صدق الله العظيم. فالأبحاث العلمية أثبتت أن في جسم البعوض مئتي قلب وثلاث معامل وثلاثة أجهزة لأخذ العينات، فيقول الجهاز الأول بأخذ عينة من دم الإنسان ويقوم بتحليله في المختبر الأول فإذا توافق مع احتياجات البعوض استخدم الجهاز الثاني لأخذ عينة من المختبر الثاني لإذابة الدم المراد أخذه حتى يسهل أخذه، ثم يقوم الجهاز الثالث بأخذ الدم إلى المختبر الثالث لمعالجته، حتى يمكن لجسم البعوض امتصاصه، فهل علمنا لماذا ضرب الله مثلاً بهذا الكائن الصغير رغم استهزاء المشركين بهذا المثل!!. كما استهجن بعض علماء اللغويات ورود كلمة ليحطمنكم في الآية القرآنية الكريمة من سورة النمل قال تعالى: «حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» النمل- صدق الله العظيم. فكلمة التحطيم تعني الزجاج أو الفخار ولذلك ذكروا بأن استخدام اللفظ في هذه الموضع غير مناسب، مما يدل على ركاكة لغة القرآن، ولكن أحد العلماء الاستراليون الذي له سابق خبرة مع الآيات القرآنية واعجازاتها العلمية، ظل يبحث بمكونات جسم النملة الخارجي عدة سنوات فتوصل إلى أن جسم النمل الخارجي يتكون من 65% من مواد زجاجية وبعض المواد الفخارية، فأعلن إسلامه، وكذلك غيره الكثيرون الذين اسلموا بسبب تطابق العلم الحديث مع الآيات القرآنية التي سبقته ب 1400 عام. يقول المولى عز وجل: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ» الحج- صدق الله العظيم. فقد دخلت هذه الآية كمصطلح علمي في العديد من كليات الطب الأوروبية نظراً لوصفها الدقيق لمراحل نمو الجنين في الرحم فهل أدخلت جامعاتنا هذه الآية كدليل علمي لمراحل خلق الجنين في الرحم، فهذا قليل من كثير والله أعلم مما سوف تفصح عنه الأيام القادمة بسبب المسوخ التي سوف ينتجها الاستنساخ في التعامل مع هذا الكون، خاصة إذا تم استنساخ هتلر أو نابليون أو جنكس خان أو استالن.