يبدأ الكونُ من شهقة الصِّفْرِ تُغويه بعضُ النجيماتِ بالومض، تُومِهُمهُ بالنهايات- دانيةٌ- لا يُعكر أشجانهُ الخوفُ من غامضٍ قادمٍ إنه نافرٌ.. رافضٌ.. جائرٌ في حنان تصابيهِ عَلَّ تثاءب فيه نزيفٌ من الأُنْسِ، يأبى ضريحٌ السكونْ...!! كائن أنت يا كون- مهما يَكُنْ- شِئتَ أم لم تشأ أن تكون..!! يعرف الشعرُ أسرارَهْ، من فيوضات جهر الظُهوراتِ. يعرف نبضُ النبوءاتِ منظومةَ البدءِ من رعشة الصُلبِ: كيف.. إلى أينَ.. حتى متى.. يخرجُ الفكرُ من قبو مقبرةٍ ضللتها الظنون..؟! فتنةٌ هذه المغريات وجذابةُ. آهٍ، يحتارُ كيف سيفِلتُ، من شبكات العناكب- سمامةً- آه، كيف سيفلتُ، من صَمغِ هذا الفتونْ؟! وعيُهُ الأزلي- تُرى يجتبي- أمْ لذاذاته الموسمية، موقوتة المَنْحِ أمْ حاله الدائميةُ مرصودةٌ، للحفاوة بالكشفِ والفضحِ، والثورة المتشيطة للجمر، والسعي خلف تخوم الجنون؟! إنه وطنٌ لا يساومُ بالقتل ورداً، ولا تستسيغ نزير الجراح الحنونْ... قل لنا، يا هياج المحيطات، كيف تعيد إلى وافدات العمى المدلهم منارات هَدْي الدجى، واستدارات ضوء العيون..؟! كل شيءٍ مضى راعفاً.. كل شيءٍ قضى واقفاً كل شيء تلاشى رويداً، رويداً.. ولكننا لن نَهُونْ..!! ها هو الشجرُ المثقلُ الغُصْنِ بالثمر البِكرِ، لفحه ذات شمسٍ، بآذار، غيثٌ هتونْ. ü من ديوان في البدء كان الوطن، للشاعر السوري: فايز خضور