ولأن الأحداث تلاحقت بعد حادثة طائرة تلودي المشؤومة والتي فقدنا فيها نفراً غالياً من أبناء هذا الشعب الصابر أرجأت الحديث بالتفصيل عن برامج العيد المبارك على فضائاتنا وتناولت بعضها على خفيف لأنه لا الوقت ولا المزاج كانا يسمحان بذلك، لكنني أعود إليها وأقول إن أجر المحاولة لكل من سعى وأعد واشترك وأخرج هو أجر محفوظ ومقدر، لكن لابد من أن نتحدث عن بعضها بشيء من التدقيق والتمحيص، ودعوني أقول إنني للأسف (مالميت) في الفضائية السودانية إلا ثالث أيام العيد بعد أن فقدت إشارتها طوال الشهر الفضيل لأحظى بمشاهدة الفترة المفتوحة التي قدمها الأستاذ طارق كبلو مع السادة «بعض من» مدراء الفضائيات السودانية بمصاحبة ومرافقة الفنان كمال ترباس، وهي تشبه إلى حد كبير الفترة المفتوحة التي قدمتها النيل الأزرق العيد الماضي مع رؤساء تحرير الصحف، والغريبة أن ضيفها كان أيضاً الفنان كمال ترباس، لكن أقول إن الفترة في عمومها كانت جيدة وسلسة الحوار ولم يحتج مقدمها إلى مجهود كبير وهو يحاور ثلاثة من الإعلاميين (المدردحين) وأقصد الأستاذ حسين خوجلي والأستاذ معتصم الجعيلي والأستاذ الشفيع عبدالعزيز. وكنت أتمنى حضور صاحب الدار الأخ محمد حاتم على الأقل لنعرف ماذا يدور في رأس الرجل المثير للجدل من خلال ما طرح من نقاش أو سهرة ثانية قدمتها الأستاذة فتحية إبراهيم لا تقل إمتاعاً عن سابقتها، وأيضاً هي من البرامج التي يجمّل وجودها ضيوفها الذين هم قامات إعلامية سامقة كل واحد منهم سفر وتاريخ يمشي على قدمين بدءاً من الأستاذ حمدي بولاد والأستاذ علي شمو والأستاذ محمد سليمان والأستاذ فريد عبدالوهاب.. ولعل هذه السهرة و بثراء حوارها لم نكن في حاجة لغناء منار صديق، لكن يبدو أننا لا نستطيع أن نتخلص من عقدة ملازمة الغناء لأي برنامج وهي عقدة لم تنفذ منها إلا نشرات الأخبار.. سهرة ثالثة قدمتها نجوى مصطفى بعنوان ابن الوز عوام والسهرة كفكرة جميلة وخفيفة ومهضومة لكن ذبحتها من الوريد للوريد مقدمتها نجوى مصطفى التي أدارتها بعدم حنكة وبتيبس في المفاصل أصابها بالعسم والكارثة أنها لا تملك معلومات عن ضيوفها حين قالت إن الشاب الواعد محمد بشير ابن الفنانة حنان بلولو هو ابن الموسيقار بشير ولا أدري إن كانت تقصد بشير عباس أو عن أي بشير تتحدث، لكن المهم أن الأداء الباهت لنجوى أضاع الفكرة وبوظ السهرة. أما قناة قوون فقد اعتمدت بالكامل على العنصر الشبابي ضيوفاً وإعداداً وإن كنت أعيب عليها أن جعلت التقديم مقفولاً في اليوم الواحد على مذيع واحد كما حدث في اليوم الثاني والثالث الذي اضطررنا أن (نصاقر) فيه عماد ووفاء معروف كلما قادنا الريموت كنترول نحو قوون.. على فكرة برنامج سيدات الأعمال الذي قدمته قوون كسهرة هو نسخة بالكربون لمقدمته وضيوفه في كل القنوات التي عملت بها بدءاً من هارموني وانتهاءً بقوون، على العموم هذه عينة من برامج بعض القنوات وسأعود للبقية غداً إن لم يعاجلنا خبر مصيبة أو بلوة مسيحة!! ٭ كلمة عزيزة: لا أدري إن كانت حكاية غناء الطيب عبدالله في أول ظهور تلفزيوني له على طريقة (الباي باك) قد أضرته أو شوهت من صورته، خاصة وعشاقه كانوا ينتظرون سماع صوته حي ولايف، فهل كان هناك مانع فني يخص صوت الفنان واللاّ الحكاية شنو؟ ٭ كلمة أعز: وين أحمد الصادق وشكر الله عز الدين أيام العيد هل هم خارج البلاد أم أنهم لا يجيدون فرض أنفسهم كما يفعل غاندي السيد العامل زي الملح في أي ملاح أقصد مكان نلقى!