الوطني يشبِّه الحراك الذي يدور هذه الأيام بأنه صعود للجنوبين في قطار الوحدة، وقال على لسان فتحي شيلا بإن هذا أصاب الانفصاليين بالفزع والهلوسة - هل شيلا هذا من عطبرة؟!.. وهنا أتذكر تلك النكتة السياسية التي تقول: إن الرئيس جعفر نميري كلما يخاطب لقاءً جماهيرياً في عطبرة فإنه يسمع كلمة «قرع».. وفي إحدى المرات عندما كان يتحدث في كوستي سمع أحدهم يقول «قرع» فرد قائلاً.. ده من عطبرة ولا شنو؟. وأذكر هنا، إن لم تخن الذاكرة، أنني قد صادفت السيد فتحي شيلا في الثمانينات وكنت محرراً في صحيفة الأسبوع الأولى.. ذهبت إلى هناك لتغطية احتفال شعبي بإنارة ثلاث قرى غرب شندي، نسيت الآن الأسماء وعلى ما اعتقد أن واحده من هذه القرى تحمل اسم «الشابطاب». جاء فتحي وكان وزيراً للمالية في حكومة الإقليم الشمالي ونائباً للحاكم وبعد انتهاء الاحتفال طلب منه أهل القرية المبيت، فرد ضاحكاً «لازم أبيت في عطبرة فالحاكم في الخرطوم ومعاي التابلت» فما هي قصة السيد شيلا مع لغة السكة الحديد؟!! وفي الوقت الذي يقول فيه المؤتمر الوطني بركوب الجنوبيين لقطار الوحدة، فإن السيد أبو سبيب يهاجم الحركة الشعبية بضراوة ويقول إنها تسعى لتحجيم جهود القوى السياسية المبذولة لتعزيز الوحدة، إلى ماذا يشير هذا الكلام؟ إنه يؤكد كلام شيلا حول القطار، فلماذا لا تترك الحركة الشعبية قطار الوحدة يمضي لغاياته المنشودة، ولماذا تضع العراقيل التي أربكت الساحة السياسية تماماً، والتي تحولت لمحطة سكة حديد تسمع فيها عدة «صافرات» و«مناورات» وضجيجاً حول الرصيف، والركاب والذين هم الشعب السوداني لا يعرفون إلى أين تتجه هذه القطارات، وماذا يقول «الصنفور» ومتى يفتح شباك التذاكر، وحتى إذا تم هذا فهل سيمكِّن الزمن المتبقي المسافرين من حجز مقاعد مريحة في القطار الذي ينشدون..!! يجب أن تترك الحركة الشعبية للجنوبيين- كما قال شيلا- حرية الحركة في ركوب القطار الذي يريدون دون فزع وهلوسة.. ويجب على الحركة الشعبية أيضاً- كما قال مولانا أبو سبيب- ألا تعقِّد عملية الوحدة بمثل هذه التصريحات الاستباقية والمؤسفة.