يظل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أحد أهم رموز السودان الوطنية الوحدوية، ويكفي أن اسم الحزب يربط ما بين الاتحاد والديمقراطية.. ونظرة مؤسسي الحزب الأوائل كانت بعيدة ترمي لهدف الاتحاد مع مصر منذ أن قام الحزب باسم الوطني الاتحادي، بعد أن توحدت كل الأحزاب الاتحادية تحت تلك الراية وذلك الاسم. وأهم ما يميز الحزب الاتحادي الديمقراطي، عضويته لأن العضوية مستنيرة ومتعلمة.. ومتمردة، شأن كل جماعة تسعى إلى الإصلاح، وربما لذلك كان الحزب الاتحادي الديمقراطي أول من أدخل مدرسة الانشقاقات والانقسامات داخل الأحزاب السياسية السودانية، والتي لم يسلم منها حزب بدءاً من أحزاب اليسار القصي إلى أحزاب اليمين الأدنى.. يختلف الاتحاديون ويخرج منهم من يخرج مثل الأستاذ الكبير فتحي شيلا لينضم إلى المؤتمر الوطني لأسباب موضوعية نقدرها ونحترمها، لكنه يظل مؤمناً بالأفكار والمبادئ والقيم العليا التي لا يختلف عليها أحد في المؤتمر الوطني أو الحزب الاتحادي، ويظل شيلا وحدوياً حتى النخاع، مثله مثل مولانا وأستاذنا الشيخ حسن أبو سبيب أحد القادة التاريخيين داخل الحزب الاتحادي، وهما في المثل والثبات على المبادئ الوحدوية العامة والقيم الوطنية لا تكاد تفرق بينهما وبين مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، لذلك لم يكن غريباً ولا مستغرباً تصريحات الأستاذ فتحي شيلا المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني وأمين أمانة الإعلام فيه، حول وحدة السودان التي قال إنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وهي تصريحات نقلتها عنه الصحف وأجهزة الإعلام وقال فيها إن الانفصاليين أصيبوا بالفزع والهلوسة لأن أشقاءنا أبناء الجنوب صعدوا إلى قطار الوحدة. وذات التصريحات الوحدوية أطلقها مولانا أبو سبيب ل(آخر لحظة) ونشرتها يوم أمس، واتهم فيها ومن خلالها قيادات الحركة الشعبية بتحجيم جهود القوى السياسية نحو الوحدة، ويبدو جلياً أن آمال الاتحاديين وسعيهم نحو الوحدة قد اصطدمت بعراقيل وضعتها أمامهم الحركة الشعبية. قبل عامين تقريباً اقترحتُ على قيادة الحزب الاتحادي بالجزيرة وهو أحد الأفرع الاتحادية العديدة، أن يدعو إلى قيام جبهة وطنية عريضة.. اقترحت ذلك على أخي وصديقي الأستاذ الأمين الهندي الذي تبنى المقترح وقدمه في اجتماع رسمي ترأسه الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية الذي رافقته في زيارته آنذاك لولاية الجزيرة.. اعتقد أن الوضع أدعى لإعلان ميلاد هذه الجبهة الوطنية العريضة، أوالائتلاف الوطني الكبير من أجل قضايا الوطن الأكبر. نطالب بائتلاف وطني من أجل الوحدة.. والاتحاديون بذرة صالحة لثمرة صالحة.