أصدرت محكمة جنايات أم درمان غرب برئاسة مولانا علي الأمين قراراً بإدانة الرجل المسن الذي قام بتسديد (3) طعنات ب(السكين) لابن أخيه بالشارع العام بالمنطقة الصناعية أم درمان وأدت إلى وفاته متأثراً بجراحه بسبب خلافات قديمة بينهما على منزل، وأكدت المحكمة في حيثيات قرارها وفقاً للبينات التي توافرت لديها أثناء إجراءات الدعوى أن ما قام به المتهم من عمل بتسديد طعنات للمجني عليه في صدره وبطنه وبين لوحتي الكتف بحسب إقراره بفعل ذلك عند التحريات وأمام المحكمة ووفقاً لتقرير اختصاصي الطب الشرعي الذي قام بتشريح الجثة وبين أن الطعنات اخترقت التجويف البطني والصدري والحجاب الحاجز وأصابت الكبد وقادت إلى حدوث نزيف كبير، وخلص التقرير إلى أن الجروح جميعها قاتلة وخلصت المحكمة إلى أن ما قام به من فعل باستخدام آلة حادة سببت الموت، وتوصلت أيضاً إلى توافر علاقة السببية بين ما قام به المتهم من فعل بتسديد طعنات للمجني عليه في مواضع حساسة من جسده دون تدخل أي عوامل أخرى أثبتها التحقيق والنتيجة الراجحة وغير المحتملة التي أفضت إلى الموت، وقال قاضي المحكمة إن كل المعايير توافرت لتأكيد قصد المتهم الجنائي في ارتكاب الجريمة بطعن المرحوم في مواضع تستحيل معها الحياة بعد ذلك في القلب والكبد، منبهاً إلى توافر الركنين المادي والمعنوي للجريمة. وأشار القاضي إلى أن المتهم لا يستفيد من أسباب الإباحة التي تخول له ارتكاب الجرم الذي قام به والتي من بينها أنه لم يكن يؤدي واجباً ولم يكن في حالة جنون ولا حالة دفاع شرعي عن النفس، وناقشت المحكمة استفادة المتهم من الاستثناءات الواردة في المادة (131) من القانون الجنائي والمتعلقة بالقتل شبه العمد وتوصلت إلى أنه لا يستفيد من أي منها وأن الدفاع عن المتهم لم يتمكن من إثارة الشك في ذهن المحكمة حول ما دفع به بأن موكله تعرض لاستفزاز شديد مفاجيء بأن المجني عليه أثناء النقاش الذي وقع بينه والمتهم ضرب الأخير ب(الموبايل) وسب له العقيدة وأن عراكاً مفاجئاً نشب بينهما الشيء الذي لم يذكره الشهود الذين كانوا بمكان الجريمة بحسب المحكمة والذين أثبتوا أن المرحوم كان يسير بالطريق بجوار محله التجاري بالمنطقة الصناعية وأن ما حدث تصفية حسابات قديمة بينه والمتهم الذي تربطه به صلة قربى، ولجميع ما سبق قررت المحكمة إدانة المتهم بجريمة القتل العمد تحت طائلة المادة (031) من القانون الجنائي وارجأت النطق بالحكم إلى حين أن يحضر أولياء الدم الإعلام الشرعي لتخيرهم بين العفو أو القصاص أو الدية.