جاد المريخ على جماهيره بفرحة كبيرة عندما انتزع نقاطاً صعبة من فك «النمور»، أو كما يُكنى الأهلي شندي الحصان الأسود في البطولة الكونفيدرالية الأفريقية حتى الآن، والثائر في وجه خصومه دون تمييز بين صغير وكبير، قوي أو ضعيف، وكل همه إثبات ذاته والمضي أكثر في المنافسة التي يلعب فيها للمرة الأولى منذ نشأته، غير أنه بلغ دور مجموعاتها عن جدارة وقدم أفضل المستويات حتى في حالة الخسارة، كما كان أمس الأول أمام المريخ صاحب الكعب الأعلى في المواجهة، بفضل المجهودات الكبيرة المبذولة من قائد الفريق فيصل العجب الذي نصّب نفسه ملكاً بحق وحقيقة على وسط ملعب المباراة، وأدهش كل من شاهده يلعب لتسعين دقيقة دون أن ينخفض مستواه الفني أو اللياقي، مساعداً فريقه في الحصول على نقاط لولاه لصعبت أكثر على أبناء هيرون ريكاردو بشهادة فنيين وخبراء تابعوا التسعين دقيقة الساخنة. والعجب ليس وحده من رسم الإبتسامة في الوجوه لكنه الأكثر تأثيراً إلى جانب لاعب الوسط أحمد الباشا صاحب المجهود الوافر والذي تحرك في كل الجبهات مقاتلاً من أجل الانتصار.. وبالرغم من قلة مردوده في الحصة الأولى إلا أنه أبدع في الثانية وسجل أجمل الأهداف مؤمناً النتيجة بعد أن عاد لمكانه الطبيعي في الجهة اليسرى بعد أن اعتمد عليه ريكاردو في الناحية اليمنى أثناء الشوط الأول، مساعداً النيجيري كلتشي كذلك في الهجوم، خاصة وأن الأخير ظهر بمستوى أفضل في النصف الثاني من المباراة على عكس الجزء الأول الذي لم يكن جيداً من جانب فريق المريخ ككل، لتقسم المواجهة على قسمين الأول منها «مُر» على المريخ لقوة الخصم وثورته منذ البداية وحتى نهاية الخمس وأربعين دقيقة، والثاني «حُلو» المذاق على اللاعبين والجماهير الحاضرة بكثافة لمؤازرة الأحمر في جولة تعتبر بمثابة كرت ضغط على فرق المجموعة لأن الفوز يضع المريخ في الصدارة، ويريحه فيما هو آت من المباريات المقبلة، وهو ما تحقق بالفعل لتخرج الجماهير ولسانها يردد أهازيج الفرح وعينها على المباراة المقبلة بشندي أمام الأهلي نفسه، لأن حصد نقاطها يمنح الفرقة الحمراء تأشيرة الدخول للمربع الذهبي في البطولة الكونفيدرالية، بحيث يصل للنقطة العاشرة وهو ما يضعه في خانة الأمان من الأخطار القادمة من بقية فرق المجموعة، خاصة الند التقليدي الهلال الذي يختم به المريخ مبارياته في المرحلة الحالية، لتكون مباراة صراع على الصدارة وتفادي رأس المجموعة الأخرى في نصف النهائي، حال تأهل فريقا القمة لهذا الدور. وقد نجح دفاع المريخ فيما أراده البرازيلي هيرون ريكاردو تماماً عندما تصدى للهجمات الزرقاء ببسالة وعقل مفتوح، وبتميز من العاجي واوا باسكال النجم الأول في الخط الخلفي، والبرازيلي ليما، والظهير الأيمن بلة جابر حتى لحظة تبديله في الحصة الثانية بعد أن نال منه الإجهاد، وبالمقابل كان المهاجم الزامبي جوناس ساكواها الأسوأ في المباراة ولم يقدم المطلوب منه وأفرط في الأنانية ما دفع ريكاردو لسحبه في الحصة الثانية.