الأصل والطبيعي أن يظل الإمداد المائي متصلاً ومستمراً.. وإن حدث انقطاع أو توقف فإنه يكون لدقائق أو حتى ساعة إن كان هناك عطل ما أو طاريء.. لكن المؤسف أن الأصل والطبيعي عندنا أن يظل الإمداد المائي مقطوعاً ومتوقفاً ومواسيرنا تعاني الشخير، والإمداد لا نراه إلا لدقائق أو حتى ساعة أنصاف الليالي وقريب الفجر.. مما يجعل معاناة المواطن «دبل»، وهو يعاني رهق المعيشة والجري وراء لقمة العيش ليتحول ليله من «سبات» إلى حراك «ومساسقة» ما بين السرير والماسورة ليتفقد الموية جات ولا ما جات، ولا أدري حتى متى سيظل مواطن مدينة بحري تحديداً يكابد مشكلة المياه، التي لا غنى للبني آدم عنها.. والغريب والمحير في الأمر أن النيل إذا فاض وفات «التساب» نظل نعاني من انقطاع المياه، وإن انحسر وما في مطره برضو نعاني من انقطاع المياه، مما يؤكد حقيقة أن المشكلة لا علاقة لها بالإمداد الرباني، والمشكلة برمتها صنيعة إدارات المياه المتعاقبة، التي فشلت في أن تغير من واقع الشبكات الصدئة والمهترئة، التي أصبحت تنفس عن نفسها بالانفجار صباح مساء، كلما ضاقت بصدرها شوية موية، لتعوم الشوارع، والبيوت بقربها تعاني العطش والجفاف.. لكن ما يحيرني أكثر أن الأخوة في إدارة الموية أكلونا حنك، ومنعونا حتى حق أن نمتنع عن دفع المستحقات طالما أنهم لا يقدمون خدمة المياه التي ندفع فيها كل بداية شهر خمسة وعشرين جنيهاً بالتمام والكمال مقرونة مع فاتورة الكهرباء، وإن رفضت دفعها فهذا معناه أن تحرم من خدمة الكهرباء، إذ إن حرماننا من خدمة المياه هو واقع مفروض علينا، وما عادت فارقة معانا إن هددنا بقطعها، اللهم إلا إن كان حالنا كعادل إمام في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» حيث قال إنه ظل يدفع طول عمره فاتورة التلفون خوفاً من أن يقطعوه عنه، مع أنه ما عندوش «تلفون» ونحن ندفع فاتورة المويه خوفاً من قطعها مع أنه ما عندناش مويه!. على كل حال أتمنى أن تكون رحلة السيد الوالي الأخيرة إلى الصين من ضمن أجندتها إيجاد حل لمشكلة المياه، ووالله الناس ديل تفكوهم في الشبكات المقفولة دي يفتحوها في ثواني، ويغرقونا موية، و«الطويل يفتشو ليه بقشه». كلمة عزيزه: رغم مريخيتي التي أعتز بها إلا أنني لا أستطيع أن أغض الطرف عن ما يحدث بالهلال ولا استطيع أن اتجاوز محاولات محو أسطورة كما البرنس هيثم مصطفى الذي خدم الهلال جندياً مخلصاً ما يقارب الربع قرن من الزمان وليس منطقياً أن يحول سيدا للتحقيق بسبب (مشادة كلامية) مع مدير علاقات عامه لم نسمع به سوى أمبارك ياسادة ماردونا دفعت له دبي ملايين الملايين ليكون ممثلاً رياضياً لها ونحن ندفع لهيثم فاتورة من السباب والشتائم والتاريخ لن ينسى مثل هذه الفعائل (مخلدوا الرجل لأنه كابتن السودان وكابتن الهلال ومن حق أن يقدل ويمشي زي الطاؤوس لأنه سيدا وسيد سيدا. كلمة أعز: ماردونا الذي ذكرته كان مدمناً للمخدرات وتعافى منها رغم ذلك لم يشتم أيوصم تاريخه فكيف بالله عليكم هان هيثم العابد الزاهر ود الناس!.