تحدثنا قبل ثلاثة أيام في هذه المساحة عن تجار الأزمات!! وقلنا إنهم يتحينون الفرص والمناسبات «لإيذاء» الناس!! وقلنا إن العلماء أفتوا في السعودية والأزهر «بحرمة» المغالاة في الأسعار وطلبنا من أهل الفتاوى عندنا جزاهم «الله خيراً» أن يتدخلوا ولو لمرة لصالح الفقراء والمساكين من أمتهم مثلما يفتون على الدوام للحكومة «ظالمة أو مظلومة»..!! تحدثنا قبل ثلاثة أيام عن تجارالأزمات الذين يزيدون الأسعار ولكننا لم نتحدث عن الذين يبيعون سلعاً فاسدة بهذه الصورة المخجلة والسخيفة كما أوردت الزميلة فاطمة عوض في خبرها في (آخر لحظة) أمس والذي يقول بوجود كميات من البرتقال المستورد أجريت عليه معالجة كيميائية بمواد قاتلة للفطريات ليتحمل التخزين الطويل وأن هذه المواد كما قال أحد الأطباء تسبب الفشل لكلوي والكبدي وتؤثر على ضربات القلب وتتسبب في بثور جلدية وتؤثر على القدرة الذهنية للإنسان وتتسبب في الوفاة. ü وحذرت جمعية حماية المستهلك من شراء البرتقال وحذرت بذات الكلمات التي قلناها في هذه المساحة من التعامل مع تجار الأزمات الذين يقتاتون من الندرة. ولكن هل ينفع التحذير؟ وأين الحكومة من كل هذا تترك التجار يسرحون ويمرحون في الأسواق يفعلون ما يشاءون فلا ضابط ولا رقيب ولا رقابة ولا يحزنون!! قد يقول قائل الحكومة مشغولة بأزمات السياسة وبدارفور والانفصال والوحدة، ولكن ماذا يجدي؟. ما أكثر تجار الأزمات في هذا البلد!! هم أشكال وألوان أليس هناك من يتاجرون في الأزمة السياسية لهذا البلد ولا ينظرون سوى لشخوصهم ومصالحهم ورؤيتهم الآحادية للأمور فتزداد الأمور «تعقيداً» و«الساحة تخبطاً» و«إرتباكاً» فينفرط عقد السلطة وهيبتها وتضعف روح القانون ولا نجد من يضرب بيد من حديد!! ما فائدة أن تضعف الجبهة الداخلية ويعم الفساد ويبيع التجار «النفايات» للناس ليأكلوها سموماً في بطونهم ويصبح النتيجة هذه الأمراض الفتاكة التي أكلت لحم الناس «وهرست» «عظمهم» أمس كنت في حوادث بحري مرافقاً لأحد أقربائي فهالني كل هذا «المرض» و«البؤس» و«الفاقة» وضيق ذات اليد والجيوب مع الروشتات وصور الأشعة الكاملة والمقطعية إن الذي نراه أمامنا من حال هو فقط قمة «جبل الجليد» إنهم تجار الأزمات الذين أوصلوا الناس لهذه الحالة إنهم تجار الأزمات الذين يتاجرون في كل شيء وفي أي شيء لأنهم لا ينظرون لأعلى من أربنة أنوفهم لعنة الله عليهم. والنتيجة والمصلحة النهائية اضعاف أي جهود نبيلة لحل مشكلة دارفور او جعل الوحدة جاذبة.. ما الذي يجذب الناس لدولة تقتل شعبها بالبرتقال الفاسد؟.