بوادر إفتعال أزمة في الغاز تلوح وتطرق أبواب المواطنين بقوة فلقد عانى الكثيرون من عدم تمكنهم من الحصول على غاز الطبخ طيلة أيام عيد الفطر المبارك وكان استعمال الفحم بمثابة عودة لأيام العصر الحجري!! فصعوبة إيقاد النار مع الرطوبة العالية بالجو ناهيك عن إرتفاع سعر جوال الفحم وإنعدامه في بعض الأحياء كان بمثابة جرس إنذار مبكراً ولايزال حتى الآن. نعم هذا يحدث في قلب العاصمة وليس فقط في مدينة كوستي كما طا لعتنا صحف الخرطوم الصادره من إستغلال وجشع البعض الذين درجوا على بيع الأسطوانة بمبلغ«05»جنيهاً بالسوق السوداء، وصفوف المواطنين من (فجر الرَّحمن) حتى مغيب الشمس للحصول على أنبوبة غاز وحتى لحظة كتابتي للعمود مازالت المعاناة قائمة فلقد حدثتني نسوة بمنطقة الحاج يوسف عن إستمرار معاناتهن مع الغاز والفحم الذي أصبح يُحرق الجيوب ويحيلها رمادًا مع الواقع الإقتصادي المتدهور، ومن مدينة كوستي هاتفت الخاله نجاة التي تصادف وجودها في ميدان الحريه بإنتظار (حقها) من الغاز الذي حاولت الجهات الرسمية توفيره، وإن كان ذلك بشق الأنفس، لامت الخالة نجاة الجشع، وإتجاه البعض لإستغلال ضعف المواطنيين واستهدافهم في معايشهم . هذه بعض نماذج لما يدور ببلادي في الجسم والمفاصل والعلل كثيرة، (ونظرةٌ تكفي عن الحال والسؤال) فهناك ضعف رقابي واضحاً يعصف بأرجاء المدينة لايكفي فقط ان تقوم الجهات المسؤوله بتوفير (بعض) وإن لم نقل (كل) مايفي بمتطلبات المواطنين، إنما عليهم بالمتابعة والرَّقابه الحاسمة وإبعاد«المستفيدين والمستنفعين» عن كل مايتعلق بمعايش المواطن المغلوب على أمره والسؤال الُمّلِّح الذي يعصف بذهني من يقف وراء أزمة الغاز؟؟؟ وأنبوب الغاز خطير إن لم نحسن التصرف معه وإحكام صمام الأمان وبقوة وبحسم ... صوتٌ أخير: تهاوت مدن أحلامي ساعات الرحيل،، وتوشحت سوادي منقبة في صحراء الأنين ..وفصول جدباء تتوالى ..بعض أحزاني وشجوني أتت تأكل عمري وتداعيات الرَّحيل..