üصحيح ان في بلادنا عدد كبير من الاخصائيين المميزين فقد روي لي احد الوزراء الذين اصيبوا باحدي امراض القلب المستعصية انه سئل عندما وصل الى لندن والتقي هناك بابرع الاطباء للنظر في حالته عن الدولة الاوروبيه التى اجري فيها عملية دعامات القلب قبل وصوله الى لندن فاندهش الطبيب الخواجه عندما اخبره الوزير بانه قد أجراها له طبيب سوداني في احدي مستشفيات الخرطوم . ونعم مثلما لدينا اطباء مميزين لدينا آخرين كثر لديهم اخطاء ينتقدها من هم بالخارج عندما يغادر المرضي الي هناك والذين يعيشون كثير من تلك الاحداث في بلادنا او يسمعون عنها فيصلون الى قناعة بان الامر بحاجة الي مراجعه من الجهات المختصه حتى يحافظ الطب السوداني على سمعته القديمه ايام كان الاخصائي يعمل بمهله في مراجعه حالة المريض دون تسرع فى القرار الطبي على عكس ما يحدث الان من اسراع ليفسح المريض كرسيه لاخر ...ففي ام درمان وعلى شارع شهير هناك طبيب يستقبل في عيادته ليلاً اكثر من 60 مريضاً ومثل هذا العدد نهاراً ويعود يومياً الى منزله في الساعات الاولي من الصباح فينام ساعات محدودة جداً ليعود في صبيحة اليوم التالي ليواصل عمله في مقابلة المرضي بكشف قيمته (120) جنيهاً للمقابله والمدهش ان هذا الطبيب ليس لديه كروت لكتابه تفاصيل المرض ونتائج الفحوصات تصوروا المشهد وانما عليك ان تحكي وتأخذ الدواء وتاتي مرة اخري لتعيد حكاويك (لسانك كرتك) ... اما الاخصائي الامدرماني الاخر فقد دخلت عليه المريضة في عيادته ووجدته منهمكاً مع اللاب توب فاخذت تروي وهو منهمك وبعد انتهائها اتهمها بسكري طالباً فحصاً وبعد الفحوصات ومقابلته مرة اخري قال لها انك قابلة للاصابة بالمرض عليك المحافظة والمتابع يجد ان الاطباء في المستوصفات والعيادات الخاصه صار اغلبهم يتجه للعمل التجاري بشكل ضار بالصحة فقله من الاطباء الان يحددون العدد اليومي للمرضي وقلة منهم يعطون المرضي وقتاً كافياً ليحكوا ويروا ثم يقفون على حالتهم بدقه ... واننا عندما نتحدث عن اخطاء الاطباء نهدف للتجويد الذي نريده في الخدمات الطبيه حتى نمزق فاتورة العلاج بالخارج هذه الفاتورة الكبيرة فمن يتابع حركة الطيران يلحظ كثافة المسافرين للعلاج بالخارج وهذا الاتجاه ياتي بحثاً عن خدمات طبيه مميزه كان يمكن ان نوفرها بالداخل في ظل وجود هذه المستوصفات الكثيره ولافتات الاطباء التى يصعب احصائها إلا ان التدني او نقل عدم اهتمام بعض الاطباء بسمعة الطب وراء ذلك... فقد اصيب قبل ايام ابن شقيق زوجتى بجرح غائر في يده اثر سقوطه على زجاجه مكسوره فحملنا الطفل والدم ينزف بغزاره منه الى مستوصف خاص للاطفال بام درمان والذي طلب منا فيه الاطباء حمله الي اخصائي جراحه في اي مستشفي أخري لعدم وجود جراح فحملناه الى احدي المستوصفات الشهيره بمنطقه الشهداء بام درمان حملناه والطفل يتألم وينزف فلم نجد جراحاً هناك وقال لنا موظف الاستقبال ادفعوا 750 جنيهاً اولاً وانتظروا نطلب الاخصائي حتى يأتي من منزله فوافقنا وسط بكاء الطفل وعندما رجعنا للموظف بعد حين وسألناه عن تأخر الاخصائي رد علينا اننا اخطرناه بوجود طفل مجروح وقال ان الطبيب قال له انه لن يتحرك من منزله إلا بعد ان يتأكد ان سعر العمليه قد تم سداده وهكذا تم التعامل معنا من اخصائي لم يعرف حجم الجرح او خطورته ليحدد حاجته لعمليه من عدمها الشيء الذي يجعلنا نقول ان المستوصفات الخاصه والعيادات الخاصة بهذه المناهج ستضر بالطب السوداني وسمعته اكثر مما تنفع ان لم نحدد عدد المرضي الذين يستقبلهم اي اخصائي في اليوم وسعر الكشف ونضع ضوابط ملزمه للجميع تجعل المهنة مهنة انسانية قبل تجارية وان نحاسب على الاخطاء التى هي قد تكون بسبب شرود الذهن أو الإهمال وان نضع ضوابط للمستوصفات الخاصه والعيادات من شأنها ان ترقي من سمعة الطب السوداني وليس العكس... مع تحياتي لكل الاطباء الذين يعملون في هذه المهنة بصفاتها وسماتها ومطلوباتها واخلاقها وهؤلاء موجودين إلا ان هناك من هم غير ذلك هكذا تقول الوقائع..