اتهم المشاركون في ورشة التطور الإستراتيجي لظاهرة التشرد السياسات والمقترحات التي نظمها مركز دراسات المجتمع، اتهموا بعض الجهات باستغلالها لهؤلاء الأطفال لتنفيذ أجندتها الخاصة واصفين الظاهرة بالخطيرة والعمود الأمني للدولة مؤكدين أن هؤلاء الأطفال عرضة للاستغلال لاختراق الأمن القومي السوداني من قبل بعض الجهات الداخلية والخارجية لتنفيذ أجندتها مشيرين لظهور جيل ثالث جراء هذه الظاهرة التي وصفوها «بالقنابل الموقوتة» شاكين من تضارب الإحصاءات بأعدادهم فضلاً عن افتقار السودان للمسوحات والدراسات الدقيقة لتحديد حجم الظاهرة، محملين ارتفاع معدل التشرد إلى ضعف الثقافة السودانية والقدوة داخل الأسرة والأسرة الممتدة «السكوت عنه»: فيما كشف دكتور الناجي محمد حامد أستاذ مشارك بجامعة الجزيرة وباحث في هذا الجانب عن تدريب هؤلاء الأطفال على مختلف فنون القتال واستغلالهم من جهات محلية وأجنبية لم يسمها لتنفيذ أجندتها مشدداً على ضرورة التصدي للظاهرة بوضع إستراتيجية وطنية، منتقداً الدور السلبي لدور الإيواء وغياب المسوحات الرسمية المتكاملة، معدداً المشاكل الصحية والأمنية والبيئية الناجمة من جراء هذه الظاهرة وخاصة الأمراض المنقولة جنسياً، وأضاف قائلاً إن المشكلة أكبر من حجم تدخل المنظمات المحلية والأجنبية. موضحاً أن التحديات الراهنة والمستقبلية لخطورة الظاهرة تتمثل في ظهور جيل ثالث «أمهات وآباء وأبناء» مشردين. طالب الناجي الجهات المختصة بالاعتراف بخطورة الظاهرة بإعطائها حجمها الحقيقي والعمل على تجفيف منابعها وتعزيز برامج التعامل الدولي والإقليمي وتوفير التمويل بجانب تطبيق سياسة لم الشمل من منظور الاسرة الصغيرة وتحسين بيئة الايواء في اطار فلسفة حقوق الطفل وتفعيل مجانية والزامية التعليم المدرسي وادماج كبار السن من الأحداث في برامج التدريب المهني، فيما طالب المشاركون بضرورة إعادة صياغة الإستراتيجية ربع القرنية وتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية بكافة المدارس وتهيئة بيئتها بالميادين والساحات للحد من الظاهرة.