تدافع عدد من المسلمين من جميع أقاصي العالم الإسلامي نحو القنصليات والسفارات الأمريكية بعالمنا العربي والإسلامي؛غضباً لنصرة الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم،بعد تداول فيلم (حياة محمد)؛عبر موقع ال(يوتووب)؛وهو الفيلم الذي أنتج بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي؛قام بجمعها الأمريكي الجنسية واليهودي الأصل سام باسيل؛وهو الذي ضم طاقمه حوالي المائة شخص من ممثل لفريق الإنتاج والإخراج.. الفيلم أخذ تقريبا ثلاثة أشهر لأنتاجه وتجهيزه،وكان أن قام باعداد وكتابة مقدمته رئيس الجمعية القبطية الأمريكية الأمريكي المصري موريس صادق،وهو مادعا المصريين للمطالبة بسحب الجنسية المصرية منه؛ولازالت التظاهرات بين كر وفر - كما قالت قناة العربية في تقريرها - حول السفارة الامريكية في القاهرة؛وقام متظاهرو صنعاء بإقتحام مبنى السفارة الأمريكية،وسط إطلاق النيران من القوات النظامية اليمنية،وكانت قبلها بنغازي قد إغتالت سفير بلاد العم سام في القنصلية الأمريكية ببنغازي..! بالأمس شاهدت برنامج بإحدي القنوات الأخبارية الأمريكية الناطقة بالعربية،وكان الضيف الرئيس للبرنامج دكتور بإحدي الجامعات الأميريكية وفي ذات الوقت رئيس لواحدة من الجمعيات المعنية بالحوار الأمريكي العربي؛وشدني الرجل بثقته في حديثه ونفسه،عندما قال وأصر على أن رد الفعل الذي حدث هو الخطأ بعينه،فالعنف الفكري لايقابل بالعنف الجسدي أو بالقوة..! بل - والحديث له ? من الواجب علينا كحكومات وشعوب أن نتفكر في الأمر،وألا يأخذنا الغضب فيسبقنا التصرف الذي سيرتد عكس مانود ونرغب،وضرب مثلا بكتاب آيات شيطانية لسلمان رشدي الهندي الأصل والبريطاني الجنسية والذي صدر في العام 1988م؛وحينها أهدر دمه من طهران بوضع مبلغ مليون دولار ثمناً لرأسه،وقال ضيف البرنامج أن هذه المليون (زرار)..! كان من الأجدى أن توضع كميزانية لكتاب يبين الدين الإسلامي وسماحته،وذلك وقوف ضد الآيات الشيطانية التي شهدت طباعة وتوزيع بلغ حدا فوق المتوقع رغم ضعف الرواية وهشاشة شخصياتها؛ولكن التظاهرات وردود الأفعال بالدول العربية والإسلامية هي من رفع من قيمة وتوزيع الآيات الشيطانية،ونفذت طبعتها الأولى في يوم صدورها الأول. زاد الرجل مصيبتنا حينما قال أن الجميع قد إنتبه لفيلم (حياة محمد)،رغم ضعف الترويج والدعاية له،ولكن بفضلنا نحن العرب والمسلمين،ذادت نسبة مشاهدته في اليوتيوب،وشهد عرضه الأول حضورا ضخما لا يتناسب مع الفيلم الكرتوني،وكان من الممكن أن توضع كافة الإمكانيات والمعينات التي رافقت ردود الأفعال بالشارع الإسلامي،والتبرعات والأموال التي أخرجت لتمويل الغضبات،والإقتحامات،وتكلفة ما أطلق من رصاص وصواريخ لقتل السفير الأمريكي وثلاثة من موظفيه بطرابلس،فكل ماذكر كان سيكفي لإنتاج فيلم موازٍ ليوضح الإسلام ومقدساته،متبحرا في حياة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. باسيل منتج ومخرج العمل الشيطاني هذا أختفى عن الأنظار منذ تسرب جزء من الفيلم على موقع اليوتيوب؛وكان اليهودي سام قد حاور صحيفة هآرتس الإسرائيلية؛و الجريدة الأشهر بالولايات المتحدة وول إستريت جورنال،دون الكشف عن مكانه،وتعجب باسيل من تسرب مقاطع من الفيلم لموقع اليوتووب،ووضح أن الدبلجة التي تمت باللهجة المصرية؛صادقة ودقيقة ذاكرا معرفته باللغة العربية. الحرب الدينية أو العنف الفكري هما من أصعب وأشرس الحروب،لخطورة توابعها وإرهاصاتها الغير متوقعة،فهي الحرب الوحيدة التي تحتاج للجلوس والتفكير والتدوير،فلكل فعل رد فعل؛ولكنها تحتاج لوقفة تسبق رد الفعل؛وهي ضبط النفس والحكمة،في التعامل معه. أعجبني الدكتور محمد مرسي في المؤتمر الصحفي الذي عقده بصحبة رئيس المفوضية الأوربية أمس؛وفيه أدان الهجوم على القنصلية ومقتل السفير الأمريكي،مؤكدا أنهم يدينون العنف،ويرفضون الاساءة للمقدسات الإسلامية وللرسول الكريم،ولكنهم يتعهدون في نفس الوقت بحماية الأراضي المصرية وشعبها،وضيوفها وبعثاتهم الدبلوماسية. الله أكبر يارسول الله فهاهي الأخبار حملت لنا اسلام 360 ألف آمريكي بعد أربعة وعشرين ساعة فقط من عرض الفيلم.. أجمل ماقرأته بموقع التوصل (فيس بووك) ضمن الحملة التي إنتظمته تضامنا ونصرة للنبي عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم؛فقط أربع كلمات وهي: اغضب للرسول.. بأخلاق الرسول. بأبي أنت وأمي ياحبيب الله..وصلى الله عليه وسلم عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته.. ملاحظة: تقبل الله شهداء المسلمين . كتبت هذه المادة امس الأول.