في إطار دور البرلمان الرقابي على الجهاز التنفيذي قامت لجنة الشؤون الاجتماعية والصحية وشؤون الأسرة بزيارة تفقدية لولاية النيل الأبيض لمتابعة مدى تنفيذ المعالجات الإصلاحية التي طرحها رئيس الجمهورية عقب رفع الدعم عن الوقود في الفترة الماضية والتي تمثلت في دعم الرعاية الصحية الأولية والتأمين الصحي بمبلغ «100» مليون جنيه من الميزانية العامة لكل ولايات السودان، ووضعت وزارة الصحة خطة شاملة لتنفيذ تلك القرارات والتي انحصرت في إدخال 150 ألف أسرة فقيرة تحت مظلة التأمين الصحي وإنشاء مراكز صحية للولايات المحتاجة وإكمال النقص في المعدات الصحية في الوحدات الجاهزة أصلاً. وكشفت الزيارة التي كانت برئاسة أميرة السر رئيس اللجنة وبرفقتها دكتورة سامية هباني رئيس اللجنة الفرعية وعضوي البرلمان سيد محجوب ومحمد صديق دروس عن بعض الارتباك في محليات الولاية خاصة عدم علمها بتلك القرارات، ولم يكن القرار معلوماً إلا لدى رئاسة الولاية ووزارة الصحة الولائية. واغتنم مسؤولو تلك المحليات الفرصة بزيارة وفد البرلمان وشكوا مر الشكوى من عدد من المشاكل التي تعترض محلياتهم، وبالرغم من أن الأستاذة أميرة أكدت في مطلع حديثها بأن هناك قضايا ولائية من مسؤولية حكومة الولاية ليس للمركز علاقة بها إلا أنها قالت إن المحليات تعتبر الحلقة الأضعف في الحكم اللامركزي. وفي محلية القطينة أولى محطات اللجنة كشفت الزيارة عن قضية تعاني منها الولاية تمثلت في أن المحلية تكتظ بعدد من المستشفيات والمراكز الصحية تفوق حاجة المحلية الأمر الذي دعا دكتورة سامية هباني إلى توجيه المعتمد بعدم التصديق لأي مستشفى أو مركز حي بالمحلية، مشيرة إلى أنها تقوم على الترضيات السياسية وطالبته بالتمسك بحقه في منع أي تصديق لها مهما كانت الجهة السياسية الداعمة. أما في جانب دعم الأسر الفقيرة بمنحة الرئيس فقد أماطت الزيارة اللثام عن توقف هذا الدعم للأسر المستهدفة لمدة «5» أشهر منذ فبراير الماضي حتى يوليو. وفي جانب الرعاية الاجتماعية أبدت رئيسة اللجنة قلقها من تزايد ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين في عدد من محليات الولاية حيث بلغ متوسط عددهم «6» أطفال في كل شهر بالولاية، ودعت سامية إلى ضرورة أن تتم معالجة القضية بصورة اجتماعية محذرة من إنشاء دار لإيواء هؤلاء الأطفال لاعتقادها بأنها تساعد على انتشار الظاهرة. وفي محلية الدويم التي يطلق عليها سكانها مدينة العلم والنور وقفت اللجنة على الآثار السالبة لخريف هذا العام والذي خلف أضراراً بيئية كبيرة بالمحلية تمثلت في انتشار الذباب والباعوض والحشرات الأخرى بجانب أن هناك مشكلة تعاني منها الولاية أصلاً- مشكلة إصحاح البيئة وتراكم الأوساخ- واشتكى محمد عظيم مفتش أول الصحة بالمحلية من انتشار مرض الكلازار بوحدة شبشة وحذر من انتشاره في محلية الدويم، الأمر الذي لم ينفه مدير عام وزارة الصحة بالولاية وأكد أن وزارته تستفيد من خبرة ولاية القضارف في مكافحة المرض، مؤكداً توفر العلاج بالمستشفيات مشيراً إلى إنشاء مركز متخصص لذات الأمر. وكشف عظيم عن فجوة في عمال النظافة بالمحلية موضحاً أن الأمر تسبب في كارثة بيئية بالمحلية لافتاً النظر إلى تكدس الأوساخ والنفايات في الطرقات، سيما وأن الخريف ساعد من تفاقم الأوضاع وقال نجابه خطراً شديداً في صحة البيئة، منبهاً إلى أن العمالة اتجهت إلى تنقيب الذهب ومصانع السكر. ومن جانبها شددت دكتورة هباني على ضرورة أن يقدم مصنع سكر النيل الأبيض دعماً اجتماعياً للمحليات التي تقع في نطاقه مقابل الأضرار البيئية التي يتسبب فيها للمواطنين والمتمثلة في الإصابة بمرض «الأزمة».. وأعلنت التزامها بإضافة مبلغ «2» مليون جنيه لبنك الأسرة بالمحلية لدعم الصحة بها باعتبارها رئيس مجلس إدارة البنك. ü ربكة في ربك: أما في محلية «ربك» فكان غياب المعتمد عن المحلية وتواجده في الخرطوم بالرغم من علمه بزيارة الوفد بوقت كافٍ مما أدى إلى ارتباك في تمليك المعلومات للجنة وحاول المدير التنفيذي وبعض مديري الإدارات بتقديم جزء يسير من المعلومات. وفي مجال الصحة طالب د.معتصم صديق وزير الصحة بالولاية البرلمان بإيجاد معالجة عاجلة لتخفيف عبء الكهرباء عن المستشفيات العامة مشتكياً من زيادة الصرف على الكهرباء في الآونة الأخيرة لافتاً إلى أن تكلفة الكهرباء في مستشفى كوستي تتراوح ما بين 3-5 مليون جنيه في الشهر بالإضافة إلى التكلفة العالية للضرائب مما يترتب على ذلك مضاعفة المديونيات على المستشفيات منوهاً إلى أن الضرائب تقدر بنسبة 28،32% في الشهر. داعياً إلى ضرورة سن تشريعات لحماية المواطنين من الأثر الصحي للمشاريع القومية بالولاية. ü دموع سامية: وأثناء طواف اللجنة على بعض المرافق والمؤسسات بالمحليات وقفت اللجنة على ظاهرة تزايد الأطفال في وحدات حماية الأسرة والطفل بمحليتي الدويموكوستي بمختلف الأعمار واشتكى المسؤولون من تدهور بيئة الوحدات حيث يعيش هؤلاء الأطفال أوضاعاً إنسانية سيئة ويفترشون الأرض لحين تحويلهم للنيابة الأمر الذي بكت من أجله أميرة رئيسة اللجنة وسكبت الدموع وأعلنت عن تبرعها بعدد «10» مراتب أسفنج للأطفال بوحدة محلية الدويم ودعت إلى بذل الجهود لمعالجة الأمر جذرياً دون السعي للتوسع في الوحدات.. من جانبه حمل والي الولاية يوسف الشنبلي المسؤولية للحكومة المركزية مشيراً إلى أن قانون الطفل به عجز ويحتاج لمراجعة حتى يحمي حقوق الطفل. وفي محلية كوستي تمكنت الوحدة من ضبط عصابة من الأطفال يتبعون لعصابات النقرز يطلقون على أنفسهم مجموعة «16» تتكون من «11» طفلاً تشاجروا مع مجموعة تطلق على نفسها نجوم الحب أدت إلى مقتل طفل من المجموعة الثانية. وفي محلية كوستي فقد كان الأمر مختلفاً وكان الإعداد لزيارة الوفد مُعد ومُرتب له برئاسة العقيد فضل المولى موسى معتمد المحلية، وصاغ مدراء الإدارات بالمحلية تقارير مختصرة توضح مشاكل وقضايا المحلية التي تمثلت في مشاكل صحة البيئة والأوضاع المأساوية التي يعيشها أكثر من «3» آلاف جنوبي بمنطقة السكة حديد بمدينة كوستي وأكد المعتمد أنهم يشكلون خطراً أمنياً وبيئياً على المحلية، وناشد المركز والولاية بالإسراع في ترحيلهم. وعند زيارة الوفد للمجلس التشريعي للولاية وجه رئيس المجلس مهدي الطيب انتقادات لاذعة لمجلس الولايات وقال إنه أصبح غرفة من غرف البرلمان ليس له حق فيتو أو صلاحية، وانتقد الطيب الوزراء الاتحاديين وقال إنهم يمثلون أمام المجالس الولائية، مؤكداً أن قسمة الثروة ما زالت ضعيفة مشيراً إلى هيمنة المركز على التنمية القومية. ü مشاهدات: - غياب نواب ولاية النيل الأبيض عن الزيارة بالرغم من توجيه الدعوة لهم. - تكون الوفد بجانب رئيسة اللجنة من النواب سيد محجوب عضو اللجنة ومحمد صديق دروس ممثل دائرة القطينة، داعياً إلى ضرورة سن تشريعات لحماية المواطنين من المشاكل الصحية التي تتسبب فيها المصانع بجانب تشريعات لتحديد الرسوم على المستشفيات. ü دموع أخرى: وفي وحدة حماية الطفل بمحليتي كوستيوالدويم يعيش الأطفال الجانحون أوضاعاً مأساوية حيث يفتقر المبنى لأبسط مقومات الحياة، الأمر الذي بكت من أجله أميرة السر في محلية الدويم، وحمّل يوسف الشنبلي والي الولاية الحكومة المركزية المسؤولية، لافتاً إلى أن مسؤولية حماية الأسرة والطفل شأن قومي واصف اً القانون بالضعيف، داعياً إلى مراجعته بما يحفظ حقوق الأم والطفل. واشتكى العاملون بالوحدة في الدويم من بعد النيابات عن موقع الوحدة، بجانب أن الوحدات تحتاج لباحث اجتماعي ونفسي، مؤكدين أن الوحدات تحتاج لدعم مالي.. ودعت أميرة إلى بذل الجهود لمعالجة الأمر.. وشرعت محلية كوستي في ترميم وصيانة الوحدة.