شيعت البلاد في موكب مهيب تقدمه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ونائبه الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه ولفيف من الوزراء على رأسهم وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود ووزير المالية علي محمود. الأستاذ فتحي خليل محمد والي الشمالية الذي توفي إثر حادث حركة أليم وقع أمس عند الكيلو 167 وهو في طريق عودته من كريمة إلى دنقلا، وذلك إثر انفجار الإطار الأمامي لعربته اللاندكروزر مما أدى لانقلابها ووفاة الوالي وحارسه الشخصي وأثناء انقلاب العربة اصطدمت بعربة بوكس كانت قادمة من الاتجاه المعاكس نتج عنه إصابة سائقها إصابة طفيفة، تم إسعافة إلى المستشفى وخفت شرطة المرور السريع بالولاية لموقع الحادث وقامت بنقل الجثامين إلى مستشفى دنقلا وقامت باتخاذ الإجراءات اللازمة، وعلى الفور عقد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بالولاية اجتماعاً طارئاً قرر بموجبه نقل الجثمان إلى الخرطوم بعد أداء الصلاة عليه في مسجد دنقلا العتيق. وفي دار الفقيد بامتداد ناصر مربع «5» بالخرطوم اصطف المعزون واحتشدوا بالمئات وتظهر على وجوههم علامات الحزن الشديد وظلت الجموع تدفق حتى ملأت جنبات الشارع المؤدي للمنزل، مما دفع جيران الفقيد إلى فتح أبواب منازلهم لاستقبال المعزين وظلت النسوة من قبل وصول الجثمان في الاصطفاف داخل وخارج المنزل يهللن ويكبرن، وقبل وصول الجثمان بساعة ظهرت د. تابيتا بطرس وهي تغطي وجهها بكفيها والدموع تسيل على وجهها وهي مسرعة إلى داخل المنزل وخلفها مباشرة الحرس الذى كان يفسح لها المجال حتى تدلف بسرعة إلى القاعة التى تمت تهيئتها لاستقبال الجثمان، وبعد وصول الجثمان على متن عربة إسعاف قادمة من دنقلا وجد أفراد الإسعاف صعوبة في إدخاله للمنزل بسبب الازدحام الكبير، وبعد طول عناء أدخل الجثمان إلى المنزل وأعيد مرة أخرى للإسعاف لتتوجه الحشود صوب مقابر الصحافة لمواراة الجثمان والقاء النظرة الأخيرة على الفقيد. وشهدت المقابر حضور حشد كبير من الدستوريين ورجالات الطرق الصوفية وحمل الجثمان وسط التهليل والتكبير ووري الفقيد الذي وصفه وزير الداخلية خلال مراسم التشييع بأنه فقد ليس لأسرته فقط وإنما للأمة الإسلامية جمعاء لما له من خصال وأخلاق حميدة، مبيناً أنه كرس حياته لنشر الدعوة الإسلامية وأنه كان سباقاً للخير والصلح بين الناس، منوهاً إلى أن البساطة والتواضع كانت من أصيل طبعه وكريم أخلاقه، لافتاً النظر إلى أن الفقيد جمع أهل السودان على التوجه الإسلامي بينما دعا محمد خير الزبير محافظ بنك السودان للفقيد فتحي خليل بالرحمة وقال إن الفقيد من أطيب الناس خلقاً ونسأل الله أن يكون من الصديقين والشهداء. و تنشر آخرلحظة آخر حوار أجرته مع الراحل. ... ص « 8»