ولاية شرق دارفور من الولاياتالجديدة التي جاءت عقب اتفاق الدوحة كمطلوبات إدارية لأهل دارفور في إطار السلطة والثروة وإحداث التنمية بالإقليم الكبير.. العديد من التحديات في الولايات منها ماهو سياسي وماهو اقتصادي واجتماعي وأمني، يحتاج الى قيادة رشيدة وواعية تحتويها لتخرج بها الى واقع حياة آمنة ومستقرة.. .. « آخر لحظة » جلست مع اللواء محمد فضل الله حامد فضل الله والى ولاية شرق دارفور صاحب الخلفية العسكرية والسند العشائري بالولاية، وفتحت معه ملفات التنمية والاقتصاد والسياسة والأمن والسلطة الانتقالية والاستقرار بالولاية، بعد سبعة أشهر من توليه الحكم بالولاية... فالى مضابط الحوار: تم تعيينكم فى فبراير 2012م في ولاية جديدة بدارفور، أمامكم تحديات كبيرة في إقليم عانى كثيراً...أمنياً واقتصادياً وسياسياً.. هل لخلفيتكم العسكرية علاقة بتوليكم لمنصب الوالي... حدثنا عن كل ذلك؟ في البداية أنا اللواء متقاعد محمد فضل الله حامد فضل الله من منسوبي الدفعة 27 بالكلية الحربية، عملت في معظم مناطق العمليات والوحدات العسكرية المختلفة، وتقاعدت للمعاش في مارس 2011م وهذه السنوات الطويلة في الخدمة العسكرية تشفع لي أن اكتسب الخبرة الإدارية والعسكرية والقيادية، وكذلك ممارستي للسياسة.. ولهذا تم تعييني كوالٍ لولاية شرق دارفور فى 17 فبراير 2012م وسعدت بهذا التعيين واعتبرته تحدياً من التحديات الكبيرة، لأنني سوف أتولى شؤون ولاية في دارفور لها تعقيداتها ومشاكلها، ولكن حسبها أنها ولاية أهلي وعشيرتي الذين ابتعدت عنهم طيلة 35 عاماً نسبة لعملي فى الجيش، وها أنا أعود إليهم وأنا أحمل معول التنمية وغصن الزيتون، لأنمي وأطور بلدي ولاية شرق دارفور، وأنا أكثر الناس سعادة لأنني الوالي الوحيد الذي تم استقباله بحفاوة لم يقابل بها أي والٍ في عموم السودان، واحتفى بي في ولاية شرق دارفور وسط أهلي، ولهذا أقول إن حب أهلي وعشيرتي هو وقودي الحقيقي لأتحرك وأقدم لهم كل ما يمكن من تنمية واستقرار وتقدم بقدر ما نملك، وأسعى في ذلك من منطلق مسئوليتي كوالٍ مطالباً أخوتي في الحكومة المركزية لتقدم المزيد لهذه الولاية الواعدة بإذن الله.. ولاية شرق دارفور.. من الولاية المستحدثة بحسب اتفاق الدوحة لسلام دافور... ما هي أفق التنمية والإعمار فيها والاستقرار الأمني؟ موضوع التنمية والإعمار والاستقرار الأمني في ولاية شرق دارفور هو أكبر تحدي لنا بطبيعة الحال، فى وقت تسلمنا فيه هذه المسئولية بعد أن ولدت الولاية إثر اتفاق الدوحة كواحدة من متطلبات أهل المصلحة وقرار ارتضاه الجميع... التنمية بدأت بخطى حثيثة، ولها مؤشرات وبشريات حقيقة، وإننا بدأنا في هذه الفترة المتبقية من السنة المالية منذ ابريل 2012م حتى 31 ديسمبر 2012م، في وضع اسبقيات محددة في قطاعات التعليم والصحة والخدمات من مياه شرب وكهرباء، وفي قطاع التعليم بدأنا بالإجلاس ووفرنا عشرة آلاف فرصة اجلاس لمدارس الأساس، ووفرنا كتب بمبلغ 117 الف جنيه، ومستهدفين في هذه الفترة 3 آلاف فرصة إجلاس للمدارس الثانوية، و30 الف فرصة إجلاس لمدارس الأساس حتى نهاية هذا العام، وأيضاً استهدفنا تدريب المعلمين بعدد 1200 معلم، والآن خرجنا دورتين للمعلمين وتم تأهليهم وعددهم 500 معلم، والآن بصدد الدورة الثالثة... في هذا الإطار أيضاً استجلبنا من الأخوة في مفوضية الإيرادات المساجد الجاهزة لمدارس الأساس لربط الطلاب بالدين، والآن وصلت الى الضعين، ونحن بصدد إرسال الفنيين من مفوضية الإيرادات لتركيب هذه المساجد في المدارس، كذلك وفرنا الكتب للمدارس القرآنية.. في قطاع الصحة استهدفنا تأهيل مستشفى الضعين، ليكون مستشفى ولائياً، وذلك بالشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية، والآن كل المعدات الطبية من فحص ومعامل ومشرحة ومعدات العمليات تم استلامها، منها ماهو وصل ومنها ما هو في الشحن الى الولاية.. كذلك كل أدوات المستشفيات الثمانية في الولاية، والآن بصدد استجلاب الأطباء والاختصاصيين لهذه المستشفيات، رغم مواجهتنا لهجرة هؤلاء الكوادر الى الخارج، ومن هنا نهيب من منبركم وعبر صحيفتكم بأبناء الولاية وغيرهم من كافة ولايات السودان، والباب مفتوح لهم بأن يأتوا الى الولاية، ولدينا ميزات تفضيلية للعمل في المجال الطبي... الدعم المعيشي والسفر والعلاج والسكن، ونحن أيضاً في مجال الصحة استهدفنا بناء اثنين مستشفى في الريف تم طرح العطاءات لهم وهما مستشفى ابو كارنكا الريفي ومستشفى يسين الريفي.. ماذا عن البترول في الولاية وآفاق استخراجها والاستكشافات الجديدة؟ البترول ثروة موجودة في ولاية شرق دارفور، كما هو موجود في كل السودان، ولدينا حقل شارف وهو اكتشاف قديم... أما الاكتشافات الجديدة هي حقل زرقة أم حديد، وحقل سفيان، وامتداد هذه الحقول غرباً في الولاية، ولدينا بترول كثير جداً في هذه المنطقة، ولدينا أيضاً مربع 6 ومربع 17 هي مربعات خالصة في ولاية شرق دارفور، وعن حقوقنا كولاية في البترول المستخرج إن شاء الله سيكون هناك اتفاقيات بيننا والشركات ووزارة النفط... وذلك لتنمية الولاية واسعاد إنسانها... ونأمل في ربطها بالأنبوب الرئيسي للإنتاج قريباً.. منطقة سماحة واستقطاعها في خارطة أمبيكي وجعلها منطقة عازلة، وهي أرض شمالية كيف ترون هذه الخطوة؟ نحن في ولاية شرق دارفور نحادد دولة الجنوب ومنذ القدم كانت هنالك علاقات متميزة بين أهلنا دينكا ملول وأهلنا الرزيقات، وكانوا نموذجاً للتعايش السلمي في منطقة بحر العرب.. ومعلوم أن حدود هذه الولاية هي مسافة 16 ميلاً جنوب بحر العرب في منطقة اسمها كتم وما يوازيها، ذلك شرقاً وغرباً، ولما ظهر موضوع الميل 14 نحن في الولاية استنكرنا ادخال منطقة سماحة في الخارطة التي وضعت على طاولة المفاوضات باديس.. أولاً أن أهلنا بدينكا ملول وحكومة الحركة الشعبية تعلم علم اليقين أن الحدود الأزلية والمعترف بها بين الدولتين وبين الولايتين السابقتين ولاية بحر الغزال الكبري، وولاية جنوب دارفور سابقاً، إنها معلومة ومعترف بها من زعماء القبائل والحكومات، وأن هناك أوامر تأسيس سابقاً تؤكد هذا الأمر، كذلك هناك اتفاقيات سابقة هي التي أرجأت الحدود من 40 ميل جنوب بحر العرب الى 16 ميل، وذلك باتفاق الإدارات الأهلية، وآخر اتفاق تم بين نظارة الدينكا ملول والناظر ابراهيم موسى، وكل هذه الأشياء مكتوبة وموثقة والجميع يعلمها، وهذه المنطقة بحسب اتفاقية نيفاشا الحدود هي حدود 1956م كما هو معلوم لدى الجميع، بالتالي أن 14 ميل توجد في الشمال وليس في الجنوب.. واقحام الحركة الشعبية لها في المفاوضات هو إلهاب لنار الفتنة، وأنا أقول إن سماحة خط أحمر، لأن ذلك سيكلف الحركة الشعبية ثمناً غالياً لأن سماحة هي متكأ للولاية ومصدر للماء والكلأ للماشية لأكثر من 15 مليون رأس، وأن احتلالها له تأثيره الاجتماعي المباشر والاقتصادي أيضاً والسياسي، ولهذا هي أيضاً أرضنا ولا يمكن أن نترك أرضنا بسهولة ونحن نأمل أن تكون المفاوضات عادلة، وأن لا يتحيز المجتمع الدولي ضد أحد، وربما تقوم هناك حروب أهلية في الحدود بسبب ذلك لا قبل للحركة الشعبية بها، ولا قبل لنا نحن أيضاً بها، لأنه معروف أن الحروب بين الدول لا يمكن أن تسيطر عليها بقرارات من الأممالمتحدة أو وساطات دولية أو الاتحاد الافريقي أو من الجامعة العربية، لأن الحروب الأهلية حروب مفتوحة يصعب التحكم فيها وتخلف وراءها دماراً كبيراً جداً، ونحن نقول للحركة الشعبية وحكومة الجنوب أن تجنيب الدولتين لهذه الحرب والمزالق مهم، لأنها لا تبقى ولاتزر إذا نشبت... وأيضاً نقول إن الشمال وولاية شرق دافور يمدان أيديهم بيضاء لقبائل دينكا ملول وحكومة الجنوب للسلام والاستقرار والتعايش السلمي، لأن الأصل في الجوار هو التعايش السلمي، والحوار، وتبادل المصالح والمنافع، لا الاحتراب والقتال والدمار.. والاستثناء هو التوتر والظلم والعدوان وعدم الاستقرار.. وكما معلوم أن الحركة الشعبية وعبر اتفاق السلام الشامل نالت كل حقوقها وحقوق الجنوبيين.. رغم الألم والحسرة في تقسيم السودان الى دولتين، لكن هذا كان الخيار لحرب دامت أكثر من خمسين سنة دون الوصول الى حل إلا الحل الأخير الذي أفضى الى الانفصال، وتكوين دولة الجنوب.. بالتالي هذا ما أرادوه واختاروه فلماذا العودة مرة أخرى لمربع الحروب في قرارات خاطئة لترسيم الحدود... لذلك أقول لابد أن يدعوننا وشأننا لأنهم أخذوا حقوقهم وهاهم يضعونها وراء ظهرهم ويعاودون بمطالب جديدة لأراضٍ ليست لهم، وهذا شيء مرفوض في الأعراف والعلاقات الدولية.. ونحن نقول إن ذلك عبارة عن سيناريوهات معدة مسبقة بواسطة القوى الاستعمارية.. والاستعمار عندما كان في السودان تأذى منه السودان كله، كذلك الأخوة في الجنوب لهذا نرجو أن ينظروا الى الأمر بهذه الزاوية، وكيف أن الاستعمار يعمل دائماً من أجل مصالحه الذاتية، ويستخدمهم فقط كأداة للتنفيذ... وهو الاستعمار بشكله الجديد الذي يتمطى الآخرون لتنفيذ أجندته فارجو ألاَّ يكونوا مطيته في ذلك.. لهذا نناشد دولة الجنوب أن تجنح للسلم لتنعم الدولتين بالاستقرار والتنمية.. هناك حشود للحركة الشعبية على طول الحدود بما فيها حدود ولايتكم، مما يهدد الاستقرار كيف تقرأون هذه التحركات العدائية؟ سندافع عن حقوقنا بكل ما أوتينا من قوة سواء حشدت الحركة الشعبية قواتها أو لم تحشد.. وهذه الحشود العسكرية من الحركة الشعبية توضح نيتها تجاه الشمال كما حدث فى هلجيج، حيث غدرت وهجمت، ومن ثم هزمت وهربت.. وحشد جيوشها الآن قرب أبيي وتلودى وهلجيج ومنطقة سماحة وقبالة منطقة كافيه كنجي وحفرة النحاس وكفن دبي.. كلها مؤاشرات تجعلنا نحن بالمقابل نحضر قواتنا حتى لا نلدغ من ذات الجحر مرتين.. لأن ارسال الجيوش لهذه المناطق وفي هذا التوقيت ماذا يعني لأي متابع أو قاريء؟ طبعاً هي ليست للنزهة أو للتدريب أو النقاهة طبعاً هي أرسلت للحرب ونحن من حقنا أن ندافع عن أنفسنا، وحين يأتي وقت ذلك الميدان هو المفصل بين الرجال، ولكل مقام مقال... وهذا حق مشروع دولياً أن تدافع عن حقوقها وأراضيها ونحن الآن ندافع عن أرضنا وحقوقنا...