ولاية شمال دارفور تعتبر واحدة من ولايات السودان التي تزخر بعدد من الثروات الطبيعية المتمثلة الزراعة والثروة الحيوانية والمعدنية والغابية وهذا العام لا زراعة فيها لشح الامطار مما جعل الولاية تشهد شبه فجوه غذائية ،وقد بذلت حكومتها مجهودات لتغطية الفجوة لتستمر الحياة المعيشية للمواطنين بانتظام كما ان الولاية وخاصة حاضرتها مدينة الفاشر بدأت تشهد نهضة عمرانية غير مسبوقة «الصحافة» جلست الي وزير ماليتها الدكتور عبده داؤد وقلبنا معه بعض الاوراق عن الاحوال الاقتصادية والمالية بولايته : *{دكتورعبده داؤد صف لنا بنية الاقتصاد بولاية شمال دارفور؟ الاقتصاد في ولاية شمال دارفور يعتمد علي 4 مقومات اساسية هي الزراعة ولهذه المحلية مساحات زراعية واسعة والمستغل لايساوي «3%» وثانيا الثروة الحيوانية ممثله في الماشية الابل الضان والماعز والابقار، وثالثا التجارة فولاية شمال دارفور لها تجارة حدود مع ثلاث دول هي تشاد وليبيا ومصر، ورابعا المعادن تشمل حقول العطرون الملح« الشرشار» في جبال تولو بشرق دارفور. *{هل الظروف الامنية تسمح لكم باستغلال الموارد التى ذ كرتها؟ الان الولاية «90%»من اراضيها آمنة ومستقرة وعادت لنا حقول العطرون قبل سنتين وبدأنا في الترويج له باعتباره موردا خاصا تتميز به ولاية شمال دارفور عن بقية ولايات السودان ويعتبر حقل العطرون في السودان ثاني حقل في قارة افريقيا والرابع في العالم. *{الملاحظ ان شح الامطارهذا العام سبب فجوه غذائية ماهي الاجراءات التي اتخذتها حكومتكم لدرء اثار الفجوة ؟ نحن كحكومة منذ ان لاح لنا عدم تغطية الخريف لكثير من اجزاء الولاية بدأنا في توفير كميات كبيرة من الذرة «الدخن»ووفرنا عدد«215»ألف جوال دخن كمرحلة اولي وهذه تغطي حاجة الولاية حتي شهر نوفمبر القادم والان دخلنا في شراكة مع البنك الزراعي السوداني علي توريد «250»ألف جوال دخن يتم ترحيلها الي كل محليات الولاية المختلفة والان اقول لكم اننا حددنا بان يباع سعر جوال الدخن ب«150»جنيها للمواطنين في كل ارجاء الولاية وكل محلية الان المتوفر فيها من مخزون استراتيجي يساوي مابين «4الي12»ألف جوال من الدخن. *{ولكن الواقع في سوق مدينة الفاشر يقول ان الغلاء هو السمة السائدة في السوق ؟ نحن دعمنا ووفرنا 6 سلع اساسية هي الدخن والقمح والزيوت والادوية الوقود والسكر فقد تم توفير هذه السلع باتفاق مع الموردين الاساسيين في كل محليات الولاية وهذه السياسة جعلت كل مايطلبه المواطنون متوفرا وهذا الاستقرار جعلنا نستغل كثيرا من الموارد والان بدأنا في تقديم عائد الثروات كخدمات الي المواطنين وذلك بتوظيف موارد الولاية المتاحة وركزنا في هذه الفترة بانجاز مشروعات متنوعة الي المواطنين . *{ما هي المشاريع الخدمية التي قدمتموها الي المواطنين؟ حكومة الولاية لها خطة استراتيجية وهي توفير المياه وفي هذا حتي الان حفرنا اكثر من 80 بئرا جديدة وانشأنا 6 سدود جديد وأهلنا 8 سدود قديمة بالاضافة الي انشاء عدد«50» من المضخات والحفائر و كل هذا تم من موارد الولاية الذاتية ، و في مجال التعليم استطعنا ان نوفر الكتاب المدرسي في العامين «2010-2011» والان يمكن ان نقول وصلنا لدرجة الاكتفاء الذاتي وبدأنا سياسة تعزيز المدارس وذلك بتشييد المدارس المبنية بالمواد المحلية الي مواد ثابته، والان فتحنا اكثرمن «30» مدرسة بالولاية تم تشييدها بالمواد الثابتة في عدد من محليات الولايات وفي مجال الصحة انشأنا 7 مراكز متخصصة لعلاج الناسور وتم بناء مستشفي الفاشرجنوب وهو الان في خواتيم اعماله وبدأنا في تعيين الاطباء ، وكذلك انشأنا مستشفى الفاشر شرق للاطفال وهذا سيسهم في عملية استقرار وتوطين العلاج بالداخل هذا بالتضامن والمشاركة مع بنك التنمية الإسلامي فكل هذه المشاريع تم انشاؤها بواسطة موارد الولاية فضلا عن دعم قومي متواضع بالاضافة الي ذلك فتحنا وانشأنا اكثر من 14 فرع بنك مصرفي في معظم محليات الولاية المختلفة وهذه السياسة قصدنا منها اتاحة المال الي المواطنين حتي يستفيدوا منه بصورة سهله ليسهموا به في تدبير وتحسين حياتهم الاقتصادية وكل هذا حدث بسبب الاستقرار الامني. *{هل إسلامكان ان توضح لنا تقدم مؤشرات زيادات مساهمات الدخل العام الاقتصادي للولاية ؟ نعم لهذه الولاية موارد كثيرة ونحن حقيقة رفعنا اسهامات الولاية من «6% و9%»في سنوات الحرب الي «25%»في العام «2011» والان نحن نخطط الي بلوغ ال«29%»وذلك بعد ان ادخلنا سياسات تحصيلية جديدة علي كل مناطق التحصيل في الولاية ونسقنا مع الولايات والمحليات المجاورة لتحصيل صادرات الابل والزراعة والعطرون الذي عاد الي موارد الولاية بعد غيبة طويلة. *{ماهي الخطط الجديدة التي ادخلتموها وساهمت في معدل الدخل العام للولاية؟ ادخلنا برنامج الشراكة التحصيلية وهي ان نجمع بين كل المحصلين«الضرائب والزكاة والقبانة» في نقطة واحدة حتي نسهل عملية التحصيل من المواطنين وو جدنا ان هذه التجربة قفزت بالتحصيل في الزكاه بنسبة «180%»عن السنة السابقة وتحصيل الضرائب قفز ايضا بنسبة «154%»عن العام السابق وقفزت تحصيلات القبانة بنسبة «110%» من العام السابق ولم تسجل اية حالة استئناف واحدة عن الضرائب وهذا يجعلنا نكون افضل من العام السابق. *{ كيف يكون ذلك وولاية شمال دارفور اراضيها مفتوحة علي كل ارجاء الولايات والدول المجاورة؟ هذه ما فعلناه بالتنسيق مع الولايات المجاورة وخاصة في الطرق الاساسية التي تنساب عنها موارد ولايتنا والحمد لله وجدنا تعاونا كبيرا من الولايات المجاورة . *{ اذا ماهي مساهمة حقل العطرون في كل ذلك باعتباره موجود ا في ولاية شمال دارفور؟ العطرون يوجد في الجزء الشمالي في 6 حقول في الواحات هي النخيلة والنطرون والقاعة المصرية والزبد وغيرها من حقول الولاية. وساهم الحقل فى العام 2002م بحوالى «29%» من موارد الولاية وخرج منذ ذلك الوقت ، والان عاد للولاية والعطرون يوجد في 6 مناطق في العالم والسودان واحد منها وهو يدخل في كثير من الصناعات المختلفة واكبر غذاء للحيوان والانسان . *{هل وضعتم خطة الولاية لتطوير هذا المورد الحيوي؟ نحن كولاية الان بدأنا في تطوير صناعة العطرون في السودان ليتم تصديره الي بقية انحاء العالم وذلك باستخلاص المواد الخام منه والشوائب واتفقنا مع عدد من الشركات لتعمل في الحقول الستة. *{ أليس لهذه الولاية موارد اخري تسهم في زيادة الدخل فيها؟ ولاية شمال دارفور تمثل «57%»من مساحة ولايات دارفور الخمس وتساوي خمس مساحة السودان وبها مناخات متعددة وبها ثروة حيوانية كبيرة تقدر باكثرمن عشرة ملايين رأس وبها زراعة متعددة المحصولات نسبة لمناخاتها فمحصولاتها الزراعية والبستانية بمختلفة الوانها بالاضافة الي الثروه الغابية مثل الصمغ العربي فكل هذه تساهم بشكل فعال في الميزانية القومية للولاية ويضاف الي ذلك بهذه الولاية اكثر من «64»معدنا في اراضي هذه الولاية. *{ما هي انواع المعادن الموجودة في هذه الولاية وفي اي الاماكن؟ المعادن الموجودة كثيرة وهي الذهب والنحاس والفصة والمايكا والحديد والرخام والصودا الكاوية والعطرون وغيرها، فالان الحديد موجود في محلية كتم بشكل تجاري وفي سطح الارض لذلك نحن عام «2012»سميناه عام التعدين بالنسبة لولاية شمال دارفور والاستثمار في ولاية شمال دارفور. *{ هل تعافت الولاية من أزمة سوق المواسير التي ضربت الولاية اقتصاديا؟ نحن الان نستطيع ان نقول ان الولاية خرجت من أزمة ماسمي بسوق المواسير وذلك بتدبير وسائل استتثمار جديدة منها انشاء المدينة الصناعية للصناعات التحويلية في شمال مدينة الفاشر وتوفير المواد الاساسية للمواطنين فالان الفاشر تعيش حالة من الاستقرار الاقتصادي وبعد حين سيري الناس انعكاس هذه الاجراءات التي اتخذناها لتطوير حياة الناس في ولاية شمال دارفور .