في أكثر من مشهد ومناسبة قلت إن إعلامنا وتحديداً الفضائي منه أصبح يحاول بل ويستميت في المحاولة لكسب ود المشاهد بمغازلته ببرامج «التيك اواي» وهي البرامج السريعة المطبوخة على نار حامية فتخرج إما شديدة الاهتراء في حالة أقرب للحريق أو أن ظاهرها ناضج وداخلها «نيء» لا يستساغ ولا يتبلع وكثير من هذه البرامج لا تكلف معديها أكثر من ضيف وفنان أما جوهر القضية وهو غالباً ما يكون آخر الهموم لذلك ينمحي البرنامج عن الذاكرة ويسقط بمجرد قيامنا من مقعد المشاهدة لكنني لاحظت أن مساء جديد وفي «سبتين» اخضرين قدم مواضيع جادة ومجتمعية على درجة عالية من الأهمية حيث تناول بالنقاش الجاد ظواهر تتعلق بالجيل الحالي فيما يخص طريقة لبسه وتعاطيه مع الموضة لأن المظهر أحيان كثيرة يكون عنواناً لطريقة التفكير ونظرة الشخص نحو الأشياء ولم استغرب تناول الموضوع بهذه الحبكة لأنني أعلم أن معد يوم السبت هو الأخ أمير أحمد السيد وما أدراك ما أمير وهو اعلامي مثقف ومطلع والأهم أن أمير متواجد في ثنايا المجتمع السوداني بكل طبقاته يلتقط الهمسة والأنفاس فيحولها لفكرة نابضة بالحياة ولعل هذا الطرح الجاد وما يشابهه من أطروحات أخرى مثل القضية الجريئة التي طرحتها الزميلة نسرين النمر عبر برنامجها الجديد علامة إستفهام يجعلني استعيد ثقتي في أن الفضائيات بدأت تعي دورها الكامل في المجتمع لتكون عيناً وأذناً وذائغة لحراكه، وليس مجرد دلاليك ومغنيات حنة وبوديكير.. على فكرة ورغم أن الواقع السيء عندنا يجعلني أعترف بشجاعة أنه ليس «إلا فيما ندر» لدينا زميل يُثْني على تجربة آخر أو واحداً يقول إن فلان أبدع أو أجاد رغم هذا الواقع الذي آمل أن يتغير أقول أنني معجبةٌ جداً بنسرين النمر وبذكائها المهني وجرأتها، ونسرين تشتغل بمخها وليس ثيابها واكسسوراتها فلها مني الود والتحية.. «الدايرة أقوله» إن ما يجعلنا ننبهر ونفتح أفواهنا إعجاباً بالفضائيات العربية والأمريكية مش بس براعة مذيعيها ومعديها ومخرجيها لكن هذه الفضائيات جريئة ومبادرة تقترب من إحساس الناس لذلك نحس بها. أما إن ظللنا «نهوم» في الفارغة والمقدودة فستظل فضائياتنا مجرد أبواق تخرج أصوات مزعجة من غير نغم، وطواحين تصدع رؤوسنا من غير طحين! ٭ كلمة عزيزة حتى الآن ليس لدينا برنامج شبابي يعكس قضايا الشباب ويكون مسرحاً لعرض مشاكلهم، ورئة يتنفسون من خلالها أو مساحات لابراز مواهبهم وفنونهم التي اختزلت فقط في الغناء وأصبحنا شعب المليون غناي وغناية أرجو أن تبادر الفضائيات بانتاج برامج بميزانية سخية حتى يتسابق إليه الشباب الناجح لتقدم للبقية النموذج والقدوة!! ٭ كلمة أعز يا جماعة الخير برنامج «بيتنا» على الفضائية السودانية بطريقته الحالية طويل وممل محتاج لبعض الرشاقة حتى «تقل كمية الثقالة فيه»والمفروضة علينا رغم أنف المشاهد!