اعتاد الأستاذ حسين خوجلي ربان سفينة ألوان أن يرسل لي من وقت لأخر إشارات حمراء وأحياناً خضراء من خلال الصفحة لأخيرة المميزة بأسمار الجمعة الأحلي من عسل النحل مع صورة للقطة نادرة بضع كلمات لها أريج :إذا تنفسها القارئ إما أنعشته أو أصبته بالدوار . كالعادة كما ذكرت أنفا أرسل لي عزيزي الأستاذ حسين خوجلي رسالة حمراء محببة إلي نفسي والقي بعض الأضواء علي ما لا يعرفه بعض القراء. في عموده لقطة نادرة اختارها من أرشيف صحيفته هذه الصورة النادرة لي أيام الشباب في أوائل السبعينات وكتب تحتها في عدد ألوان الصادر بالجمعة 15/9/2005م الآتي : هذه اللقطة النادرة للصحفي عبد الله عبيد وأخذ يردد أسمي والموقع والمنشط :- عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي . عضو المجلس المركزي لنظام الفريق عبود . مؤسس جهاز الأمن القومي في عهد مايو !! لاعب الفريق القومي لكرة القدم. قيادي باتحاد الصحفيين السودانيين. ابن عمة الأستاذ محمد الشيخ مدني وزير التربية والتعليم. اختتم عزيزي الأستاذ حسين لقطته النادرة قائلاً عندما شاهد مدير الأرشيف اللقطة كتب تحتها كانت هنا مدينة !! ليسمح لي عزيزي أن أقول له دا علي أنا يا حسين؟!، ال مدير الأرشيف ال. في أخر ثلاثة اسطر خيرني عزيزي حسين أن اكتب عن عبد الله عبيد الذي اختار من بين من حددهم!. فاخترت أن اكتب عن عبد الله عبيد مؤسس جهاز الأمن القومي في عهد مايو (عجباً)!!. أولا : هذا شرف لا أدعيه وتهمة لا انفيها جملة وتفصيلاً إلا أنني في نفس الوقت أعترف للقاري الكريم أنه قد تم تعييني رسمياً صحفياً بجهاز الأمن القومي مع نخبة ممتازة من الصحافيين الشيوعيين والتقدميين رشحهم الحزب فكنا النواة التي أسست القسم الصحافي . من هنا جاء الخلط بين تأسيسي لجهاز الأمن القومي ومساهمتي في تأسيس القسم الصحافي ! ولو كلفني حزبي بالمساهمة في تأسيس جهاز الأمن القومي لما ترددت لحظة واحدة . ** من أين جاءت فكرة تأسيس جهاز الأمن القومي ؟. باختصار شديد كلنا يعلم إن ثورة مايو 69جاءت بانقلاب عسكري انتزعت السلطة من القيادات الطائفية المتخلفة وأعلنت في بياناتها الأولي رفضها طريق التطور الرأسمالي وطرحت طريق التطور الاشتراكي وناصبت الدول الاستعمارية العداء ومدت يدها للمعسكر الاشتراكي فكان طبيعيا إن يتجاوب معها الاتحاد السوفيتي ويرسل الوفود تلو الوفود لمساعدة المولود الاشتراكي الجديد في قلب القارة الأفريقية وتزويده بخبرات وتجارب الشعوب التي سبقتهم علي هذا الطريق. * فكان من أهم مازودوا به الحزب الشيوعي السوداني وقادة الثورة تأكيدهم استحالة بناء السودان الاشتراكي بأجهزة قمع أسسها الاستعمار وتعاقبت عليها حكومات رجعية! . لاستقرار النظام أولا لابد من تطهير جميع أجهزة الدولة القديمة بالذات وزارة الداخلية من العناصر المعادية للاشتراكية وإحلال مكانها العناصر ذات المصلحة في التقدم الاشتراكي بالمفهوم العريض وأن تحصر مهمة وزارة الداخلية في القضايا الجنائية وما شابهها . أما مسالة أمن الوطن فهذه مسألة عظمي تحتاج لتأسيس جهاز أمن قومي جديد بكوادر واعية متخصصة وملتزمة سياسياً بقدر المهام الاشتراكية الكبرى الملقاة علي عواتقهم، بعد اقتناع قيادة مايو أسس السوفيت جهاز الأمن القومي وحددوا مهامه وقسموه لإدارات الإدارة السياسية الإدارة الاقتصادية. الإدارة الدبلوماسية . أمن الحدود الإدارة الصحافية ...الخ. كان بحق جهاز امن راقياً.. تجمع المعلومات ويحللها ويقوم بقياس الرأي العام في كل القضايا الكبرى ولا يتخذ قراراً إلا بعد الدراسة والتمحيص. وهذا بالطبع لا يعني أنه معصوم من الخطأ !. أغلبية الناس المعادين للنظام والمتخلفين سياسياً في بلادنا يخافون من العاملين في أجهزة الأمن الوطني ويعملون ألف حساب في التعامل معهم بل يستنكرون ذلك . بينما لا يوجد في العالم كله نظام حكم واحد رأسمالي أو اشتراكي ديمقراطي أو شمولي بلا جهاز امن وطني!! المرفوض أساساً أن يعمل الإنسان في جهاز أمن وطني لصالح قوي أجنبية ، أما إذا وصل الحزب الذي تنتمي إليه للحكم ما المانع إن تعمل في أجهزة أمنه إذا طلب حزبك منك ذلك لصفات معينة تتوفر فيك؟. لنفرض أن حزب الأمة القومي المعارض نال أغلبية في انتخابات 2010م وكون الحكومة الله لا قدر هل يؤسس جهاز امن قومي! أكيد نعم...هل سيعمل بنفس كوادر الإنقاذ أم سيستبدلهم ويأتي بكوادره ذات الكفاءة والالتزام الحزبي؟!!.الاجباة نتركها للقارئي.إلي الذين لا يعلمون إننا حينما عملنا بالقسم الصحفي بجهاز الأمن القومي كان بعد ثورة مايو 69 مع بدايات صراعات وانقسام الحزب الشيوعي لجناحين جناح مؤيد لمايو والأخر معارض لها. وكنت من الجناح المؤيد.فما الغريب إذا استجاب جناحنا المؤيد لطلب مايو بمدها بكوادر صحافية لتأسيس القسم الصحفي داخل جهاز الأمن القومي ونمارس نشاطنا الصحفي من أعمدة يومية وتحقيقات صحفية من داخل مكاتبنا بالقسم الصحفي جهاراً نهاراً وليس من داخل دور الصحف كما يتخيل البعض.