ظللنا طوال الفترات السابقة ندعم ونساند ونشد من أزر قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية حتى يضبط الساحة من الكثير من الفوضى والهرج الذي يسودها حالياً، واستبشرنا به خيراً لمصلحة الإبداع في البلاد بضبط كل التفلتات، ولكن للأسف الشديد لم ينزل القانون فعلياً لأرض الواقع حتى الآن ولم نشعر بوجود ضابط أو رادع للساحة، فكل عمل لجان المجلس انصب في تسجيل الفنانين والموسيقيين والمسرحيين في قائمته وجمع، بل حصد الأموال منهم فقط، نعم حصر المبدعين عمل مهم وضمن أولويات عمل المجلس وهو خطوة إيجابية ولكن كان يفترض تفعيل كل اللجان الأخرى حتى ينزل القانون إلى الواقع ولا تصبح كل مهام المجلس جمع الأموال حتى خيل للبعض بأنه مجلس قام للجبايات من المبدعين فقط وليست لديه أي مهام أخرى يقوم بها. وحقيقة أدخلني تصريح الأمين العام الدكتور عبد القادر سالم ل«آخر لحظة» في دوامة طويلة لم استطع الخروج منها حتى الآن، فقد قال: «قانون المجلس مجمد الآن حتى يحسم السيد رئيس الهيئة القضائية بولاية الخرطوم أمر تحديد محكمة مختصة لتطبيق وإنفاذ قانون المجلس، وحتى هذه اللحظة لم يحدد لنا مكان التقاضي في الدعاوى التي نرفعها ضد المخالفين لقانون المجلس، لذلك كل البلاغات التي فتحناها ضد المخالفين لم نجد لها حلاً سوى حفظها»!!.. وحقيقة إذا صح حديث د. عبد القادر سالم فهذه كارثة حقيقية ولا أظن أنه يكذب، ولكنه بذلك فتح الباب على مصراعيه للكثير من التساؤلات التي تحتاج لإجابة شافية من قيادة المجلس.. أولها كيف يجاز قانون دون تحديد مكان التقاضي له وكان الأولى بكم عدم تفعيل أي لجنة من لجان المجلس إلا بعد تحديد مكان التقاضي.. ولماذا أخذتم الأموال من المبدعين طوال هذه الشهور وأنتم لا تملكون محكمة لحسم هذه الفوضى والتفلتات في الساحة؟.. وهل كل هم هذا المجلس تحصيل الأموال من المبدعين؟.. وهل كل هم المجلس الجبايات فقط وليس إصلاح الساحة الفنية؟.. والأهم من كل ذلك على حساب من كل أموال التسيير التي يصرفها المجلس من رواتب للعاملين فيه.. وسيارات فارهة لقادته ومنزل مؤجر بحي المهندسين بأم درمان بمبلغ اثنين وسبعين ألف جنيه في العام وغيرها من النثريات؟.. فهل هذه الأموال التي تصرف من ميزانية الدولة أم من أموال المبدعين التي جمعتموها؟.. والأهم من كل ذلك أن قيادات المجلس أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن قانونهم «كسيح» وشجعوا بذلك المخالفين للقانون بالتمادي أكثر وأكثر خاصة وأنه لا يوجد رادع لهم وكل المخالفات محفوظة في أداراج مكاتب المجلس- أدرجي- وشكك المبدعون في أمر تنفيذ هذا القانون حتى قال لي بعضهم: «يا أستاذ دي مسألة جبايات فقط ليست إلا ولا نعتقد بأن هذا القانون سوف ينزل لأرض الواقع».. ما هذا الإحباط يا قادة مجلس المهن الموسيقية والمسرحية.. نعم نحن نقف معكم لمصلحة هذا الوطن ولكننا لن ولن نسكت أقلامنا عن مثل هذه الأخطاء القاتلة.. وسوف نتطرق لأمر هذا المجلس كثيراً في الأيام القادمة ونفتح جميع ملفاته عبر جرد حساب كامل لعمله. ٭ بين حمدون وعلي شبيكة: ذهلت كثيراً وأنا أتابع تصريح اللواء «م» جلال حمدون على صدر صفحات الزميلة «فنون» وهو يهاجم الدكتور علي شبيكة بحديث أخجل من كتابته ويختمه بأنه شاعر وشاعر كبير.. لا تعليق.. ولكن إذا كان جلال حمدون شاعر كبير فهل هو أكبر من علي شبيكة إنتاجاً أو من حيث المفردة.. وهل هناك من يقول أنا شاعر كبير.. فماذا تركت للجمهور.. وأين هي إسهاماتك مقارنة بعلي شبيكة.. وأخيراً لا أجد سوى أن أقول لك العتبى شاعرنا الكبير د. علي شبيكة حتى ترضى.