المرض نوع من الابتلاءات الإلهية التي أمرنا الله بالصبر عليها والسعي لعلاجها ولم تتجاوز الديانات السماوية المرض والعلاج، ولم تعتبرها مجريات دنيوية محضة، بل إن المرض نفسه أحد معجزات الأنبياء، فقد ضرب سيدنا أيوب بأعلى درجات الصبر مثلاً يحتذى فشمت فيه كل من حوله وابتعدوا عنه، إلا إنه لم يترك توصيل رسالته حتى شفاه الله فكانت معجزة ثانية.. وعلني سقت هذا الحديث لمتاجرة البعض بمرض رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير وتكبير حجمه، وإعطائه أبعاداً سياسية ليست حقيقية، حتى إذا كانت كذلك فالإنسان مبتلٍ وإن الشفاء من عند الله.. والمرض سادتي لا يعرف المناصب السيادية، ولا التنفيذية، ولا التشريعية، ولا يفرق بين الغني والفقير.. فالجميع معرضون للمرض ونسأل الله أن يشفي البشير، فقد تعبت حنجرته في سبيل الوطن، ولم يأته المرض وهو في سريره أو في مكتب من غير مهام.. فهو لم يستغل مكتبه لتصريف أموره الشخصية، بل كان يسعى لخير هذا البلد أخطأ أو أصاب فله أجر ذلك.. أما الترويج لمرضه بالصورة الحالية فاعتقد أن هناك أسباباً كثيرة يمكن أن تساق، وأولها أن القائمين على الأمر لم يبادروا بإعلان مرضه أو حتى أخذه لإجازة أو اورنيك مرضي، ولم يعلنوا عن العملية الجراحية التي اجراها في قطر أو في السودان.. المهم إن البشير ليس رجلاً عادياً حتى تؤخذ حاجاته بصورة عادية، وهذا ما جعل البعض يقتات عليها ويكبر حجمها.. ثانياً بعد أن بدأ الحديث يدب في المنطقة جعل من حوله يؤكدون أن البشير بخير وأنه يباشر عمله بصورة طبيعية، ولم يدعموا بذلك بأخبار نشاطه حتى يراه محبوه فيطمئنوا ويراه أعداؤه فيصمتوا.. فإذا كان الرئيس مريض فما العيب في ذلك؟ وما الجديد؟ هل ابتدأ منه المرض أم انتهى عنده!!.. فالتعامل مع مثل هذه الأحداث يعطي الفرصة لأصحاب الغرض لتضخيم الأحداث.. فإذا كنا نحن أهل الصحافة نسعى لتطمين القراء والمواطنين على صحة المشاهير من أهل الفن والسياسة، فالأيجدر بنا أن نطمئنهم على رئيسهم. سيدي الرئيس شفاك الله وجعله الله كفارة لك، ونسأله أن يكون في ميزان حسناتك.. آمين.