- زكية الترابي في دردشة خفيفة التقت «آخر لحظة» بالبروف الدكتور أسامة سيد أحمد الحسين «الكيميائي» الحائز على الدكتوراة في التلوث الهوائي حيث تناولنا العديد من القضايا التي تتعلق بالإصحاح البيئي في مجال المياه والهواء وسبل المعالجات ولم يخلو الحديث من الفن والرياضة والأدب والأدب الصوفي و.. و.. معاً نطالع الحوار: ٭ نتعرف عليك عن قرب؟ - دكتور أسامة سيد أحمد الحسين درست بجامعة الاسكندرية بكالريوس في الكيمياء والماجستير في الزراعة من جامعة الخرطوم، وتكنولوجيا علوم الأغذية «مياه الشرب» والدكتوراة في التلوث الهوائي الناشيء من مصافي النفط ومحطات التوليد الحراري في جامعة الخرطوم. وهي أول دراسة من نوعها في هذا المجال. ٭ مناصب تقلدتها؟ - شغلت مناصب عامة في عدة مواقع منها مفوض تنمية جنوب النيل الأزرق، ومستشار اقتصادي بدرجة وزير بولاية جنوب كردفان والمدير العام لصندوق دعم الأنشطة الشبابية والرياضية بوزارة الشباب والرياضة الاتحادية. ثم اتجهت للعمل الخاص وافتتحت مكتباً استشارياً لعمل دراسات الجدوى في مجال «الزراعة والبيطرة والبيئة والكيمياء». ٭ إضاءة حول التلوث المائي؟ - في عام 9991م قدمت بحثاً في الصفات الكيميائية والفيزيائية والمايكروبيولوجية لمياه الشرب بمناطق شمال كردفان ودارفور وجنوب البحر الأحمر وتركزت الدراسة في دارفور وكردفان على الحفائر لربطها بالأمراض المنقولة وشملت الدراسة آبار «حجر قدو» الذي تم انشائها منذ حكم السلطان علي دينار وخزان «قولوا» وخزان «فشار» وخزان «مليط» وجميع الحفائر المنتشرة في قوز «بدين» و «من واشي» و «رهيد البردي» ووادي صالح وقارسلا. وتلاحظ تلوث المياه نتيجة لاشتراك الحيوان والانسان في مورد واحد للمياه كما تلاحظ وجود حالات الاجهاض عند النساء ويعزى ذلك للإرهاق الناتج من بعد مناطق المياه عن الأحياء السكنية كما أنه تكثر حالات وفيات الأطفال الرضع نسبة لتلوث المياه ببكتريا «E.coli» مع انعدام معامل لفحص المياه. وفي البحر الأحمر يعتمد سكان مدينة بورتسودان في المياه على خور أربعات الذي كشفت الدراسة انه يعاني من التلوث الناشيء من خطوط نقل المياه لمدينة بورتسودان بسبب «الكسورات» التي تؤدي لفقدان مواد التعقيم «الكلور». أما في منطقة النيل الأزرق ضمت الدراسة تحليل لمياه من منطقة سوبا ومحطة بري الحرارية ومحطة تنقية المياه بالمقرن. واوضحت الدراسة ان منطقة سوبا ملوثة ببكتيريا «E.coli» لوجود كمائن الطوب وفي بري الحرارية ينعدم الاكسجين وهذه المنطقة من النيل «مياهها ميتة». والكسور التي تصيب الخطوط الناقلة تشكل مصدراً للتلوث بسبب انعدام «الكلور» فيها من جراء الكسر من مصدرها وكذلك الصيانة العشوائية التي تتم لتلك الكسور لها دور ايضاً في تلوث الماء. ٭ كيفية المعالجة؟ - في المناطق الريفية يجب سحب المياه من الحفائر عبر طلمبات ثم لصهاريج ثم توزع عبر مواسير إضافة لتوفير نظام المعامل المعمولة للكشف الدوري بواسطة هيئة مياه الريف. والحفاظ على نظافة الصهريج باحكام أغطيتها وتنظيفها بصورة دورية وصيانتها. كما يجب الاسراع بمعالجة الكسور بواسطة خبراء أكفاء وتوفر مراقبين للتقليل من نسبة التلوث أثناء الصيانة وتوفير أجهزة توضع في باطن الأرض لكشف الأعطال. ٭ حدثنا عن مسببات التلوث الهوائي؟ - جاءت دراستي تحت عنوان «التلوث الهوائي الناشيء من مصانع تكرير النفط ومحطات توليد الكهرباء الحرارية» خاصة وان السودان أصبح منتجاً للنفط وقد شيدت كثير من المنشآت النفطية ومحطات توليد الطاقة بدون اجراء دراسات حول الآثار المترتبة على هذه المشروعات وعلى سبيل المثال الخرطوم التي يقع شمالها مصفاة الجيل ومجمع قري حيث يهب عليها الهواء في فصل الشتاء الذي يستمر خمسة أشهر برياح شمالية محملة بكم هائل من الغازات التي تسهم في انتشار العديد من الأمراض الخطيرة والمؤثرة تأثيراً مباشراً على الانسان والحيوان والتربة. ثم تتحول الرياح في فصل الخريف لجنوبية حيث المناطق الصناعية بالاضافة للتلوث الداخلي في الشوارع نتيجة لدخان عوادم السيارات مما يتسبب في انتشار أمراض الصدر والحساسية في الآونة الأخيرة على حسب احصاءات الأطباء. وانتشار سرطان الدم الناتج عن تلوث الهواء بمادة الرصاص وقد بلغ التلوث الهوائي مرحلة حرجة واصبحت الخرطوم «مكب نفايات» ومن المؤسف أنه لا توجد أجهزة مراقبة ترصد كمية التلوث الهوائي. وهناك اتفاق مع معهد دراسات البيئة بتوفير مثل هذا الجهاز. ٭ اشعاعات الذَّرة؟ - واحدة من مشاكل التلوث الهوائي تسببت في المستشفيات بعد استئصال العضو المصاب بمرض السرطان يتم طمره «دفنه» بالقرب من أراضي مأهولة بالسكان وبعد فترة تتراوح ما بين «01- 51» سنة تتفاعل هذه الأجسام مع التربة، وتخرج غازات تسهم في انتشار أمراض السرطان على المدى الطويل، فيجب التخلص من النفايات الطبية بحرقها بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان. ٭ بعيداً عن مجال الكيمياء؟ - مدمن قراءة واطلاع وتحديداً كتب الفلسفة، وأنا تلميذ للمفكر الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد.. أعشق الصوفية وطريقتي تجانية وأحب الصالحين «والما عندو محبة ما عندو الحبة» والنزعة الصوفية متوارثة من الوالد وهو سماني الطريقة. يطربني وردي ومطربون آخرون. ٭ أجمل المدن بعيون دكتور أسامة؟ - نيروبي، ونيفاشا عبارة عن مشتل زهور ومن المدن العربية الاسكندرية والمدينة المنورة والدار البيضاء وفاس وهي عواصم الفن والأدب. والأدب المغربي متطور أكثر من الشرقي وأهل المغرب مجددون في المفردة العربية وأدبهم. ومن الرواد فيلسوف المغرب الدكتور أحمد عبد الرحمن واحلام مستغانمي وحصرت قراءتي في الأدب المغربي. ٭ مساحات الرياضة عندك؟ - مارست كرة القدم بالمدرسة، وكنت ضمن فريق الجامعة حالياً أمارس رياضة المشي بالقرب من الفلل الرئاسية واشاهد الدوري الأوربي. ٭ قنوات فضائية؟ - اشاهد قناة اقرأ الفضائية واتابع أفلام «الاكشن mbc2» ونسمة والعربية وال«BBC» ومحلياً أشاهد النيل الأزرق وقناة الشروق «برنامج الشروق مرت من هنا» وقناة أم درمان واعتقد أن بها من المواد والبرامج والسهرات مما يجعلك ويجبرك على المتابعه. نذكر ان الدكتور أسامة سيد أحمد الحسين هو شقيق رجل الأعمال المعروف أشرف سيد أحمد الحسين الشهير «بالكاردينال».