رجل أحب وطنه فآذاه أهله..علم ابناءه فجهلوه..قدم المعروف لحكامه فجحدوه.. رجل يعشق السودان حتى الثمالة لم يساوم في عشقه لوطنه يوما وثبت على مبادئه ابان كل الحكومات ..ظل محجوب شريف منذ شبابه وحتى شيخوخته الشابه يجلس في حضرة جلاله حيث يطيب له ولنا الجلوس ذلك لأنه أحبه وظلت جيناته تحمل حب هذا الأديم جلس راهبا متبتلا في حضرة الوطن وتغنى له بكل اللهجات وطنا الباسمك كتبنا ورطنا أحبك مكانك صميم الفؤاد وباسمك أغني.. وتغنى السواقي خيوط الطواقى سلام التلاقى ودموع الفراق كان الوطن لمحجوب ولم يزل الملاذ الآمن رغم كل ماعاناه من انظمة سابقة وما يعانيه الآن ولم يتوانى عن حبه ابدا اوليس هو القائل واحبك ملاذ وناسك عزاز أحبك حقيقه.. وأحبك مجاز ولايرتبط حبه له بايام السعاده فقط ولكنه يهوا ه في كل الظروف وأحبك بتضحك وأحبك عبوس ظل الوطن ملاذا آمنا لقلب محجوب ولم يحاول مغادرة البلاد رغم ماعاناه لانه يعتقد ألا أمان بعده وهو الباحث دوما عن أحلى ايامه الماضيه والقادمة ... بعزة جبالك ترك الشموس وما بين ظلالك افتش وأكوس أفتش طفولتى وملامح صباى بناتك عيونن صفاهن سماى ظل محجوب يؤمن بأن الوطن وبناته ه ورجاله هم الأهل والسند وهيبة رجالك بتسند قفاى صحى بتملا عينى وتشرف غناي محجوب شريف المعلم الذي جاب البلاد عرضا وطولا يربي الاجيال على حب هذا الأديم وفي من خلال عمله في أشرف المهن مهنة الأنبياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت معلما) كانت ترافقه رفيقة دربه أميرة الجزولي ووظف شعره لخدمة تلاميذه . اكتب اكتبى الف المد حمام وسلام وسعاده بجد اكتب اكتبى ياء المد سرير وعصير وعبير ينشم اكتب اكتبى واو المد حقول وعقول تقراء المجهول وكتاب الغد كان أكثرنا تمجيدا لهذا الوطن ومنه استلهمنا كثيرا من العبر في كيفية محبة الوكن والتعبير عنها ولقد ظلت كلماته.... بحضرة جلالك.. يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام لأنك.. محنك عميق الدروس مجيد المهابه ومديد القوام تتردد في مخيلتي ومخيلة كثير من الأشخاص لسنوات طوال ..وكانت نصائحه بمجانبة الطريق الذي يبعدنا عنه ومفارقة الصديق الذي لايهتم به ولا يحس بقيمته من أنبل الدروس التي تعلمتها في حياتي أصدق كلامك حقيقه وبخاف أخاف الطريق.. اللى ما بودى ليك وأعاف الصديق اللى ما بهم بيك ومن محجوب ذلك الشريف كلاما وفعلا عرفنا الصبر على الضيم وعرفنا قيمة ان تجلس في وطنك مهما كانت الظروف القاهرة والا تغادره ابدا هروبا من ضيم فما بعد الصبر الا الفرج والايام دول ولوكانت تدوم لظل الأزهري (عليه رحمة الله) رئيسا حتى الآن معاك انتظارى.. ولو بالكفاف وعنك بعيداً أبيت الرحيل وبيك اعتزاز الصباح الجميل ظل الشريف محجوب يعتقد جازما ان كل حب وكل غرام وكل صداقه وكل علاقات انسانيه ساميه ... الوطن مبتداها ومنتهاها جميع الأغانى اتكالن عليك جميع الأغانى اتكالن عليك حملت الأنباء الأسبوع الماضي عودة شاعرنا الفذ إلى أرض الوطن معافى بعد أن غاب في رحلة علاج طويلة إلى ألمانيا ..وسعدت الكثيرون بعودته وأنا أولهم ومرت بي كثير من الذكريات مع هذا الرجل القامة تذكرت يوما وقد طرقت بابه حينما كان يسكن قرب بقالة مكرنجة بالحارة التاسعة في الثمانينيات ولما لم يجب اخبرني جاره بانه لوحده فادخل دلفت إالى المنزل ووجدته يرقد على سرير حاف دون لحاف لشدة الحرارة يومها وكانت ترقد مستندة على يده طفلته (مريم) والاثنان يغطان في نوم عميق لم احسدهما عليه ولكن لم ايقظهما وقفلت راجعا بعد ان تمعنت في هذه الصورة الانسانيه الرائعة..وتذكرت ايام زياراتي له اثناء عودتي في العطلات من اليمن مع السيدة الفضلى(الخنساء) وكيف كانت الصغيرة (مي) تحكي لنا مساجلاتها مع رجال الامن الذين كانوا يستجوبون امها...تذكرت للحظات مكابداته ومجاهداته ..محاولة بيع الشتول والزبادي ورودود الافعال..ما أعظم هذا الرجل القامة ..متعه الله بالصحة والعافية ليسعد أهل الوطن بمزيد من الكلمات والاغنيات التي تمجد هذا الوطن الغالي.