ظل المشاهد السوداني قابض على جمر الصبر وكثير من مقدمات ومقدمي البرامج التلفزيونية يمارسون هشاشة الطرح وسطحية التناول والاكتفاء فقط باجتهادات المنتجين والمعدين دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن ما سيقدمونه من مواضيع أو ما يطرحونه من قضايا وظلت قناعتي راسخة أن بعضهم لو طارت ورقة الإعداد من أمامه لطار ورائها خفة وعدم مضمون وان كان الأمر «يعدي» في برامج المنوعات التي يسترها الاعداد أو الفنان الضيف بأغنية أغنيتن إلا أنه بالتأكيد لن «يعدي» أن كان البرنامج حوارياً جاداً أو أنه يتناول بالحديث قضية من الوزن الثقيل كما فعل برنامج المحطة الوسطى أمس الأول على فضائية الشروق وهو يستضيف وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور أحمد بلال عن تفاصيل وتداعيات الضربة الاسرائيلية لمصنع اليرموك!! ودعوني أقول إن مقدمة البرنامج تسببت في ارتفاع الضغط لديّ واخشى أن يكون قد ارتفع ايضاً عند الأخ الوزير وهي تصر على طرح أسئلة مضحكة والأكثر إضحاكاً انها تصر على إيجاد اجابات لها من شاكلة متين حتردوا على اسرائيل؟؟ والوزير يقول لها في الزمان والمكان المناسبين لتعود وتقول ليه متين؟ وكأنها تريد أن تنتزع منه وعداً بأن الرد سيكون يوم الخميس الساعة خمسة «يا حبيب ما تنسى» بالله ده كلام ده والأخت المذيعة تتحدث في أمر إستراتيجي له علاقة بسياسة الحكومة وبتوجه دول بمثل هذه السطحية وعدم المعرفة. على فكرة هشاشة المذيعة وضعفها جعل الوزير يقول ما يشاء من تناقضات لو أنها كانت ممسكة بالتفاصيل ومطلعة على الشأن السياسي لما جعلته يفلت منها لكنها كانت مسيرة باعداد نفسه ضعيف كان يفترض ان يسعفها من خلال سماعة الأذن بما تستطيع أن «تناطح» به الوزير الذي إستخف بالوقت حيث قال يعني شنو لو صرحنا بأن من ضربنا هي طائرات اسرائيلة أو أنه حريق بعد ساعة أو بعد عشرة ساعات وكان بإمكانها أن تقول له لا ياسيدي الوزير سرعة التصريح تعني سرعة إتخاذ القرار السياسي الصحيح والتحرك الدبلوماسي السريع بل وربما التحوط لضربات أخرى فما الذي كان يدرينا أن اسرائيل اكتفت باليرموك وكان يمكن أن تعود بعد ساعتين مثلاً لضرب مكان آخر أكثر وجعاً وإيلاماً!! في العموم أقول للإخوة في الشروق إن برنامج كالمحطة الوسطى يفترض أنه من برامج «التووك شو» وبهذا الكم المتوفر له من الإمكانيات يفترض ان يكون في مقام البرامج الكبيرة التي تطرح القضايا الكبيرة والأهم ان تديرها بأسلوب إحترافي يليق بالمشاهد! أما امكانيات أختنا إيمان فلا تؤهلها للقفز بالزانة من «بيت الهنا» لتناول مواضيع إستراتيجية سياسية أو ذات طابع أمني ويكفي أن تشاهدوا الحلقة مرة أخرى لتروا الامتعاض على وجه الوزير بل ونظرات الاستخفاف التي كانت على وجهه عند طرح أسئلة مضحكة والإصرار عليها في موقف أكثر اضحاكاً!! ٭ كلمة عزيزة بكل الحب والود أبعث بالتهاني لشباب ديم ود حاج مركز مروي على صعود فريق الأمل الدويم للدرجة الأولى في انجاز لشباب المنطقة الذين منحوا الفريق وقتهم وجهدهم وعلى رأسهم رئيس النادي الأخ جلال علي الباشري والجهاز الفني عمر وراق وعبد الرحمن عباس والتحية لهدافي النادي حسام عبد الرحمن ومحمد عطا وعقبال التأهيلي والممتاز مثلما فعل الأهلي شندي الذي حطم أسطورة سيطرة أندية العاصمة! والسناجك كلامهم صعب!! ٭ كلمة أعز جمعية حماية المستهلك تصر على فصل فاتورة المياه عن الكهرباء والمجلس التشريعي يصر على استمرار الوضع على ما هو عليه أخي الأستاذ محمد الشيخ مدني بصراحة كدا إنتو معانا واللا مع الخيانة!!