السودان دولة غير محظوظة على الإطلاق ، فمنذ إستقلال الوطن وحتي تاريخه عبرت تحت جسوره ، ملايين المآسي ، والدماء والأحداث الدراماتيكية ، أحداث يشيب من هولها الفرسان ، منها سيناريو الإنفصال الذي بدأت تداعياته البشعة تظهر على الأفق في صورة سيناريوهات دموية الله وحده أعلم كيف ومتي ستنتهي ؟ على فكرة حكاية السودان غير المحظوظ تجسدها الكثير من المشاهد ، منها أنه منذ عشرين عاما أو تزيد ما يزال في خانة الدول المغضوب عليها من قبل الثمانية الكبار ، وهذه الغضبة تظهر آثارها في بطيء الحراك التنموي ، ومهما حاول النظام التودد إلى الصين وسيئة الذكر إيران وغيرها من الدول الهامشية فإن الحال سيظل نفس الحال ، كما سيظل الوطن يحمل لقب الدولة سيئة الحظ ، ويمكننا في الغد أن نحتل الصدارة في موسوعة جينس بإعتبارنا أكثر دولة غير محظوظة ، يعني بالعربي الفصحيح دولة يمكن أن تحمل لقب جمهورية شرارة ، عفوا حكاية السودان غير المحظوظ داهمتني بشدة وكتمت على أنفاسي ، وأنا أستمع إلى حكايات صاحبي الساخر اللئيم والذي يطلق على نفسه لقب شرارة أفندي ، نعم شرارة أفندي لأنه وفقا لكلامه رجل سيء الحظ مثل جمهورية السودان ، فكلما خرج صاحبنا من حفرة يقع في دحديرة ، المهم يا جماعة الخير ، قال صاحبي الساخر اللئيم وهو ينفض غبار الصمت من دواخله ، أنه رجل غير محظوظ في علاقاته العاطفية ، وشبه علاقاته مع النساء بالرياح العابرة ، ومش كده وبس بل أنه جعل حضور الجلسة المسائية في نهاية الإسبوع والذين هم تشكيلة من الأطباء والمهندسون والمحامون والقضاة السابقون وغيرهم يكركرون ضحكا حينما عصر ذاكرته المجهدة بمنغصات الحياة وتلا على مسامع الحضور حكايته مع إمرأة وصفها بالبشعة ظلت تطارده كما قال منذ عدة سنوات طويلة ، وحينما لم يجد وسيلة لردعها والتخلص من شرورها إعتصر ذاكرته وكتب هجائية عبارة عن معارضة للمعلقة الشهيرة « ودع هريرة إن الركب مرتحل « وقال الرجل اللئيم أبو لسان مفلوت في معارضته وهو يفرك يديه مثل فأر يبحث عن الدفء في متاهة الصقيع ، كتبت في تلك المرأة ، نصا هجائيا ، وفي تلك اللحظة تحفز الحضور مثل القردة الجائعة وفتحوا نفاجات مسامعهم ، وعندها بدأ الرجل اللئيم يضغط على مخارج الحروف ويمطر حضور الجلسة بمعلقته الهجائية عن المرأة الخرقاء التي أحالت حياته إلى سلسلة من المنغصات رعناء خرقاء منفوخ شفائفها مثل الغراب ومثل الباشق الفسل إلى آخر النص والذي حفل بالعديد من التشبيهات الكثيرة عن تلك المرأة البشعة كما وصفها صاحبنا اللئيم ، المهم ما أكثر البشعين في هذا الزمن الرديء المنيل بمليون ستين نيله وكله بأجره .